كثيراً ما أتعاطف مع سمو أمير الشباب والرياضة في تعاطيه مع قضايا ترتدي بُردة إعلامية ظاهرها الأعم أنها ذات صبغة (إعلانية الأصل) وغير معلومة (المنشأ) يُجر إليها سموه قسرا..! فمن واقع تجربة شخصية قرأت معها فكر الأمير الشاب الأميز حضوراً وتطلعا لموقع المسئولية التي يتولاها وجدت سموه يتعامل مع الإعلام وكأنه بزمان غير زمانه، ذلكم أن نواف الشباب خريج جامعة (فيصل بن فهد) ويكفى الاسم لتعرف (جِديةُ) تفاعله مع الإعلام الذي ينشده لا الإعلام الذي يُعاصره..! فالجدية في الطرح الإعلامي ومهنية من يطرق باب (الإعلام الحقيقي لا المُصطنع) وقبلهما (أمانة الكلمة) هي مرتكزات أدركها سموه قبل أن نقول تشبع بمعرفتها نهجاً وسمو غاية ووضح هدف من جامعة (الفيصل الذي فَرَقَ بين الحق والباطل)..!! لذا؛ صدقوني أن نواف (شِبلُ الفيصل) يعيش واقع (مثالي) غير واقع (إعلام اليوم)؛ نواف أيها الإخوة إن بحس (الشاعر المُرهف) أو بفؤاد ولُب (المسئول) لا يزال يرى الإعلام بصورته النقية، الإعلام في صدر الإسلام الذي كان يحمل لواءه (الشاعر) فلا يقول من القول إلا ما يلامس الواقعية.. إعلام حسان بن ثابت - رضي الله عنه - شاعر المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، يقول مثلا:
عَدِمنا خَيلَنا إِن لَم تَرَوها تُـثيرُ الـنَقعَ مَوعِدُها كَداءُ..
فلا يسري ذلك (القول/ العهد) مسرى الريح المُرسلة وحسب بل تجد خيل (حسان) واقعاً تُثير (النَقعَ) وفاءاً بالعهد..!! كُل شاعر (فحل) خَلَدَ اسمه ورسمه في ذائقة محبيه في الزمن البعيد إن في الجاهلية أو بصدر الإسلام كان (إعلاميا) بالفطرة، فكان في حرصه على أمانة كلمته وصدق قوله وتوخيه الحذر فيما يقول وما يُنقل عنه.. كوزير للإعلام بمعاييرنا اليوم.. لكن إعلامنا المعاصر يا سادة والحديث لك أيضاً أيها الأمير الصادق - بإذن الله - إعلام يُثير نقعاً.. ولا يُجدي بذلك النَقّع نفعاً..!! إعلام اليوم تجاوزا - إن اتفقنا على تعريفه إعلاما - وهو في حقيقته (دون ذلك) أضحى فضائيا (إعلاناً) يجلب (الرزق المشكوك في حلاله) على حساب مهنية (ضائعة) وكثيراً ما يُسوق بضاعته (الكاسدة) إن لم نقل ْ (الفاسدة) على حساب الحقيقة..!! ذلكم حال (الفضاء) وان كان حاله (البائس) أقل خطراً من إعلام عُرف بالجديد بوسائله الحديثة فعلا، وإن كان أضحى خطره على المجتمع يكمن في انتشار (الخُرافات والأكاذيب والشائعات) ويمثله حقيقته (بحر تويتر) اللُجّي المتلاطم الأمواج مثالا للقصر لا الحصر..!! فكل من كان يُعرف ضمنا بالرُعاع - أو على الأقل ما اسمي شخصيا سواده الأعظم - أضحى يثير (غبار) الشائعات فتغدوا حقائق مُسلما بأمرها، وان كان مروجوها (الشائعات) لا يعلم من خطورة قوله أو منقوله غير (ضغطت زِرّ) تصادق على جهله بالمعلومة وطرق تحري صدقها ومصداقيتها الأجهزة الذكية المرتعشة بالأيدي قبل العقول الغبية..!! ذلكم جُل حقيقة مشهد (إعلام اليوم) بوجه العموم..!! ومن هذا الباب أقول لنواف الشباب لا تبتئس من واقع أعلام أنت اول من يدرك (حاله المُزرية) وفي ذات الوقت أقول لأبا فيصلاً لن نتخيل وليس توقعاً فقط أن الا يكون كرمك دون ما علمناه المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قابل من آذوه من أهل مكة.. اذهبوا فأنتم الطُلقاء.. والله جلَّ شانه من وراء القصد..!!
خُذ.. عِلْم..!!
## من العيب استمرار الغمز واللمز بنصراوية أو نصر (الأصفرين) على غيرهما من أندية الوطن.. فسموه صرح وفي أكثر من وسيلة إعلامية بأن ميوله للمنتخب الوطني فقط، ولكن من في قلبه مرض لن يُجدي معه ذلك النفي المتكرر..!
## لم يمضْ يوم لم يتخلله خبر إن لم نقلْ أخباراً تفيد بوقفة مُشرفة هنا وأخرى نفاخر بها من لدن سمو الرئيس العام مع كيان أو منتسب للرياضة أو شباب هذا الوطن الأبي.. فمع إشراقة شمس رياضتنا يوميا ازداد معه ثقة حد اليقين، إن نواف الرياضة والرياضيين كل الرياضيين، يقف بمسافة واحدة مع كل من يتعامل معهم ومع من يصلهم أو يصلونه حتى وان كانوا متباعدين الخُطى، إذ أن كُلُّ يؤدي واجبه في دائرة واحدة.. دائرة (شباب ورياضة)..!
## لزملاء الحرف للإعلاميين الشرفاء اذكرهم ونفسي بان: (المِتغَطِّي بالدِّنيا عَريَان)..
فالدنيا عرض زائل فهي كالثوب المهترئ الذي لا يكسي صاحبه ولا يستر عورته، لتكن مخافة الله نصب أعيننا فيما نقول ونكتب..!!
ضربة.. حُرة..!!
يقول سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه:
أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقة ٌ..
وقدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها..
عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتح الله عن قرب بنافعةٍ..
فِيْها لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ