المرض النفسي هو مرض العصر فمع تعقد الأمور والعلاقات والمشاكل أصبح من السهل أن يصاب الإنسان بأمراض نفسية مثل الاكتئاب وازدواج الشخصية والوسوسة وخلافه من الأمراض التي تصيب عقل الإنسان فلا يستطيع التخلص منها بنفسه لأنها تتملكه وتتملك عقله ومن السهل الشفاء منها بالعلاج بالمهدئات وخالفه من الأدوية التي تعطى للمرضى النفسيين على المدى الطويل.
ولذلك يلجأ البعض إلى القراء في بعض الأماكن حيث نجد التوافد عليهم ممن يريدون الرقية أو القراءة أو العلاج من الحسد والتلبس والسحر وخلافه من الأشياء التي يعتقد البعض أنها تشفي بالقراءة من شخص صالح يدعو له مع القراءة عليه وقد جاء عن الشيخ بن باز رحمه الله أن أفضل الرقية أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه ولكن الناس تتشبث بالقراء المعروفين طلباً للشفاء بعد الله.
ويتوهم بعض السذج أن العاملة المنزلية لها القدرة على السحر وإلحاق الأذى بأهل المنزل والسحر موجود وقد أصاب الرسول عليه الصلاة والسلام وشفاه منه جبريل عليه السلام ولكن ليست كل خادمة ساحرة لأنها تريد أن تنتقم من أصحاب المنزل الذي تعمل به حتى وإن وجدت لديها أشياء مكتوبة فربما هي قراءات تحفظ نفسها بها من العين أو من السوء وهذا ديدنهم في بلدانهم.
كما يلاحظ أن البعض يرجع أسباب الأمراض النفسية والقلق إلى العين والحسد وهي أمور معترف بها ولكن ليس كل مرض نفسي سببه العين والحسد لأن الحاسد يحسد الآخرين على ما بهم من نعمة أو صحة أو ذكاء وهذه أشياء متوفرة للجميع في مجتمعنا فلماذا يحسد الحاسد أخاه المسلم إذا كان لديه ما لدى الآخرين من صحة ونعمة وذكاء.
وكم من أسر تفرقت وتشتت بسبب الشك في قيام الطرف الآخر بعمل أسحار وأعمال المنعه من الزواج أو لأي سبب آخر ثم يفاجأ الطرف الآخر بوجود أشياء تحت وسادته فيغضب ويطلق زوجته دون التأكد من هذا الشك.
وفي مدينة الرس يقال إن عاملة منزلية سحرت ثمانية أفراد من أسرة واحدة وحتى إن كان هذا صحيحاً فليست كل العاملات بساحرات ولا كل الأعين حاسدة ويجب علينا أن نؤمن بأنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا وعدم اللجوء إلى بعض الدجالين ممن يزعمون أنهم يخرجون الجن ممن تلبسهم وذلك بصعقهم بأسلاك الكهرباء أو ضربهم ضرباً مبرحاً مطالبين الجن بالخروج من أجسامهم فإذا لم يخرج يمتد العلاج بالكهرباء والضرب لعدة جلسات أخرى حتى يموت الشخص أو يكاد أن يموت.
وهناك مقالات تكتب على النت حول المتطلبات التي تخرج الشياطين من المنازل وهي فتح الأبواب والنوافذ ورش الحبة السواء والملح وعدم تخزين الأغراض تحت الأسرة أو فوق الدواليب بل ترتيبها داخل أدراج مغلقة وعدم الإكثار من المرايا في المنزل وكل هذه أشياء لا أساس لها علمياً أو دينياً ولا يمكن الاقتناع بها جزافاً بدون دليل.
والواقع أن الإنسان ضعيف وإذا لم يجد العلاج فإنه يلجأ إلى أي شيء يستند إليه ويرجع ما ألم به من مرض أو وسواس أو اكتئاب إلى السحر أو العين والحسد والأفضل اللجوء إلى الطب النفسي والصبر على تناول الأدوية التي يوصي بها الطبيب فإنها تؤدي إلى الشفاء بإذن الله في النهاية أو على الأقل التخفيف من الحالة المصاب بها المريض شفانا الله وعافانا وأبعد عنا الشرور والآثام والاتكال على الله والاعتماد على الأسباب التي ليس فيها دجل أو خرافات بعد الله سبحانه وتعالى.