في حياتنا اليومية (أسرية - مهنية - اجتماعية...) يُعدُّ الإقناع فناً مهماً جداً من فنون مهارات الاتصال التي لا غنى عنها، وهو وسيلة لبلوغ الأهداف وتحقيق النجاح، فالطبيب يحتاجه لإقناع المريض، والأم تحتاجه لإقناع الأبناء، وكذا المعلم والسياسي والداعية والحرفي... ولك أن تتخيل ما يمكن أن يحدث لو لم يستطع الطبيب إقناع المريض بأخذ العلاج، أو لو فشلت الأم في إقناع أطفالها بالصحيح والخاطئ من السلوك، أو لو أحبط المعلم في كل محاولة لإقناع الطلاب بأهمية الدراسة والتحصيل... لهذا فإن مخاطبة العقول والقلوب فن لا يجيده إلا من يمتلك أدواته. فإذا كنت تريد أن تكون أكثر إقناعاً، وتجعل الآخرين يفكرون بقول (أجل) عوضاً عن (لا)، ولتضمن أن يصبح الأشخاص أكثر تجاوباً مع ما تحاول قوله، فتفضل معي بقراءة بعض من التقنيات التي تساعدك على أن تكون محاوراً فعالاً ومنصفاً، بحيث تحاول أن تقنع الطرف الآخر بوجهة نظرك برضا ودون التسبب في جرحه أو إحراجه.
- استخدم الكلمة الأكثر إقناعاً في العالم وهي (لأن)، ففي أغلب الأحيان نحن نقبل بما يأتي بعدها من دون التوقف للتفكير فيه، فهي تؤدي إلى تجاوب تلقائي، لهذا إذا أردت بلوغ مرادك استخدم كلمة (لأن) لتزيد من درجة إقناعك.
- يجب أن تتم إدارة علاقاتنا عبر البريد الإلكتروني بالطريقة ذاتها التي ندير بها علاقاتنا المباشرة. فنتعلم كيف نقرأ رسالة إلكترونية بشكل صحيح، وكيف نرد عليها بشكل صحيح أيضاً، ومن ثم ستجد الطرف الآخر أكثر تجاوباً، وستحصل على (أجل) كجواب على طلبك بكل سهولة.
- في بعض الأحيان وحسب نوع الموقف، قد يكون من الأفضل إقناع الأشخاص بشكل خاص تجنباً لتشتت المسؤولية، لهذا عليك جعل كل طلب فردياً وخاصاً، من أمثلة ذلك جمع التبرعات للجمعيات الخيرية.
- وبما أننا نعيش في عصر الثورة التكنولوجية، ففي بعض الأحيان أيضاً وحسب الموقف يمكنك الاستفادة من النفوذ الاجتماعي عبر الفيسبوك، فكلما ارتفع عدد الأشخاص الذين يعلقون رأى أشخاص أكثر أن ما نشر مقبول أكثر اجتماعياً وكانوا على استعداد أكثر للمشاركة. ومن أمثلة ذلك استفادة الشركات الكبرى وترويج إعلاناتها ومنتجاتها، وأثر ذلك على المبيعات.
- وفي مجال العمل وعند الرغبة في زيادة راتبك، عليك أن تعلم أنك لتحصل على ما تريد، عليك أن تعطي أصحاب العمل ما يريدونه، يجب أن تكون الأفضل وتقدم لهم ما لا يستطيع أي شخص آخر تقديمه. عليك أن تتأكد أنهم يعرفون قيمة ما تقدمه لهم وما يمكن أن يحصل إذا استبعدوك.
- تصرف بشكل ثابت في العمل أو في علاقة أو في أي تواصل اجتماعي، وسيعرف الآخرون ما يمكن أن يتوقعوه منك، وكيف عليهم أن يتصرفوا للحصول على ردود فعل معينة منك، وبهذه الطريقة تتمكن من جعلهم أكثر مرونة. تفيد هذه الطريقة في التعامل مع الأطفال أيضاً.
- ابدأ أي نقاش باستخدام الصوت الأجمل الذي يحب الناس سماعه أكثر من أي شيء آخر وهو اسم الشخص، وستجد أيضاً أن أي جدال أو صراع سيتبدد وستحصل بعض التنازلات من الطرف الآخر.
- نوعية وعمق العلاقات مع الأشخاص قد يكون له أثر كبير في استجابتهم لك وتقبلهم لرسالتك.
وأخيراً... فهذه بعض التقنيات التي تُعدُّ غيضاً من فيض، فالإقناع بحر عميق له أدوات وتقنيات كثيرة، ولكن السؤال المهم هو: ماذا لو فشلت كل الطرق ولم يقتنع الآخرون بما تريد أن تقوله؟ في هذه الحالة أقول لك عليك أن تغير موقفك، فلا يمكنك إقناع أي شخص بفعل شيء ما لم يرغب بذلك، لهذا يتوجب عليك تحسين عرضك أو أن تراه من وجهة نظر الطرف الآخر...ضع نفسك مكانه، وفكر فيما يدفعه للعناد، فربما عليك إقناع نفسك بحجته، وإدراك اعتراضاته.. امتلك القدرة على الإصغاء والمساومة، فهي أيضاً أداة للإقناع مثلها مثل الأدوات الأخرى، فالطريقة الأسهل لإقناع الآخرين تكمن في إعطائهم ما يريدون.