من الكلمات التي جاء بها إخواننا المصريون كلمتا (كاشير وكاشيرة) وهي باللغة العربية، لغتنا الجميلة، لغة القرآن الكريم محاسب أو أمين صندوق، أو محاسبة أو أمينة صندوق.
هاتان الكلمتان الأعجميتان أقصد الخواجيتين تلقفها الناس هنا بالقبول -من باب إعجابهم بكل أجنبي مستورد- وهي عندنا بالفصحى وبالعامية بمعنى سيئ، لو علم مستخدموها بذلك لنبذوها وراء ظهورهم.
سأبين لكم:
وسأبين لهم ذلك مما قاله عنها الشيخ الموسوعي محمد بن ناصر العبودي في كتابه القيّم (معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة، أو ما فعلته القرون العربية في مهدها) ذي الثلاثة عشر مجلداً، والذي طبعته ونشرته مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض على ورق خفيف لطيف ليس بالأبيض الذي يؤذي العينين (الجوهرتين الثمينتين).
من الكتاب:
وعن كلمة (كشر) التي تلقفها الكثيرون بالقبول والترحيب -كما أسلفت-، ونبذوا منها العربية، قال الشيخ محمد بن ناصر العبودي في كتابه الآنف الذكر:
في الصفحات 105-108، وسأختار لكم فقرات منه، لعل من أعجب بـ الكاشير والكاشيرة وأحبها حبّا جمّا يقلع عن ذلك الإعجاب والحب، وله من الله الأجر والثواب، ومن اللغة العربية الشكر والثناء: (الكشرة: مقدمة فم الإنسان وأطراف شفتيه، شخص مكشر مقطب غير مبتسم لغضب أو عتب أو غيرهما، فلان كشرته كبيرة أي شفتاه غليظتان، (كما تفعل بعض النساء الآن)، كشر علينا فلان يكشر إذا قطّب وجهه، وزم شفتيه عند لقائهم.
قال عبدالمحسن الصالح:
أنت من أنت؟ وش تكون
عقلك - جزم - فيه جنون
يا جسم من غير عيون
خذ الله فاهي ها الكشرة
(قلت: عبدالمحسن الصالح رحمه الله يمتاز شعره بالفكاهة والطرافة ومعالجة الأمور الاجتماعية، هو أخو صالح بن صالح الذي أنشأ أهالي عنيزة مركزاً سمّوه باسمه وفاءً له، وديوان عبدالمحسن قدم له د. عبدالعزيز بن عبدالله بن خويطر مقدمة في 60 صفحة نعم 60 صفحة إعجاباً بشعره وبما تعرض له فيه من نوادر وقفشات وفوائد).
(قال الليث الكشر: بدو الأسنان عند التبسم، المستعمل عندنا: الكشرة هي إطباق الشفتين، والتكشير: التقطيب وعدم الابتسام، ونحن نقول: فلان مكشر وياشين كشرته، وطعام مكشَّر مكشوف قد نزع عنه غطاؤه، يقولون: وراكم خليتوا التمر مكشَّر تاقع عليه الذبان، ولا تخلوا العشا مكشَّر يجيه اللاحوس، وكشَّر الطعام والعلف ذهب رونقه بسبب كونه ترك غير مغطى، ولا مصان، فهو كاشر، تمر كاشر ذهب بريقه وتغير لونه بسبب تركه دون غطاء وتعرضه للهواء والتراب قال الصغاني: الكشر الخبز اليابس.
وقال ابن منظور كشر البعير عن نابه أي كشف عنه، قلت: ويقال كشر الأسد عن نابه أبداه ناوياً شراً، ويقال أيضاً (الله يقطع ها الكشرة).
فهل بعد هذه العيوب يصر إخواننا وأخواتنا على ترديد كلمة الكشير (الكاشير) والكشيرة (الكاشيرة)..؟ أرجو أن لا يفعلوها.
ميم الجمع للمفرد:
تعجبني بعض كتابات بعض كتابنا وبعض كاتباتنا، ومن ذلك ما جاء في زاوية الأستاذة أميمة بنت عبدالله بن محمد بن خميس، التي تكتب اسمها أميمة الخميس وتهمل اسم أبيها رحمه الله، وعلى فكرة الخميس هو اليوم الذي بعد الأربعاء وقبل الجمعة من أيام الأسبوع.
المهم أن الأخت أميمة قالت (بما معناه) لعدم وجود النص أمامي:
إن بعض المذيعين والصحفيين في لقاءاتهم وحواراتهم يخاطبون المفرد الواحد الموجود أمامهم بقولهم (هل تعتقدون؟) (ماهي توجيهاتكم؟) وهذا كما تعلمون أيها القرّاء غير مستساغ ولا لائق، بل إنه تعظيم لا مبرر له ولا معنى له ولا طعم ولا رائحة.
إن البساطة والشفافية ومخاطبة المفرد بما ينبغي أن يخاطب به لهو الأفضل والأجمل والأحسن.
عدم تدخّل بل لقافة:
وما قلته عن اسم الأستاذة أميمة إن هو إلا لقافة، فهي أبخص بنفسها وبالطريقة التي تسمي بها نفسها وكذلك الحال بالنسبة لابنة اخيها الكاتبة لبنى بنت عصام بن عبدالله بن خميس، فقد اقترحت على أبيها رحمه الله أن يقترح عليها أن تكتب اسمها لبنى بنت عصام بن عبدالله بن خميس، وقد فعلت ذلك فترة، ثم رجعت إلى لبنى الخميس (الشيوخ أبخص)، وهذه مسائل شخصية (ولكن اللقافة من تخلَّى له).
ابن وبنت:
هؤلاء الكتّاب والكاتبات الذين لا يفصلون بين أسمائهم وأسماء آبائهم بكلمة (ابن) بالنسبة للرجال، وأولئك النسوة اللاتي لا يفصلن بين أسمائهن وأسماء آبائهن بكلمة (بنت) أذكرهم وأذكرهن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو (محمد بن عبدالله) وليس (محمد عبدالله)، وأن فاطمة رضى الله عنها هي (فاطمة بنت محمد)، وليست فاطمة محمد.
يجب ذكر الأب:
وأذكّر إخواني وأخواتي بأنه ينبغي (إن لم أقل يجب) أن يذكر كل منّا اسم أبيه (كلما كتب اسمه) براً به وتوضيحاً، وكذلك الأخوات عليها أن تذكر أبيها (كلما كتبت اسمها) براً به وتوضيحاً.
رحمهم الله:
رحم الله من توفوا ممن لم يكونوا يذكرون أسماء آبائهم في مقالاتهم ومؤلفاتهم، أمثال: أحمد السباعي، وعلي الطنطاوي، وحمد الجاسر، وعبدالكريم الجهيمان، وغيرهم.
ووفق الله الأحياء لذكر آبائهم في مقالاتهم ومؤلفاتهم أمثال سعد البواردي، ود. عبدالله مناع وغيرهما.
يرحمه الله:
انتشرت هذه العبارة انتشارالنار في الهشيم بين الناس رغم تحذير د. عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر والأستاذ محمد بن عمر بن عقيل أبو عبدالرحمن، وحمد بن محمد الجاسر، وإبراهيم الشمسان، وخوفهم أن تكون هذه العبارة دسّت علينا لأن النصارى يقولون: يغفر له الرب، ولأن آباءنا وعلماءنا منذ 14 قرناً وهم يقولون رحمه الله وغفر له.. إلى آخر القائمة.
أقول قولي هذا:
أراد بعض خطباء المساجد التجديد والتحديث (والتعصير) فأبدل هذه العبارة بـ (أقول ما تسمعون) أو (أقول ما سمعتم) وبعضهم توسط وقال (أقول هذا القول) وخير الأمور الوسط.
إلى إخواني المصلين:
فضلاً: لا تكوموا أحذيتكم (حذيانكم) في أبواب المساجد.
رجاءً: لا تلصقوا سياراتكم يوم الجمعة بأرصفة المساجد فتسدوا على أناس ويسد عليكم آخرون، ولكن قفوا بعيداً قليلاً وامشوا خطوات (صحة وعبادة).
إلى أئمة المساجد:
(سووا خير) أي افعلوا خيراً ولا ترفعوا أصواتكم بالقراءة فتصيبوا قوماً بأذى، وارحموا الذين يتأذون من ذلك فالراحمون يرحمهم الله، ولا تتعرضوا لدعاء الناس عليكم.
إلى إخواني المواطنين:
لا تسرعوا حين تركبون سياراتكم، ولا تقفوا في يسار الشارع، ولا تعكسوا السير، ولا تؤذوا عباد الله بالأبواق المزعجة والأنوار العالية، واحرصوا على استعمال إشارات سياراتكم، فلستم في الصمان (والله العظيم)، وإياكم وتجاوز الإشارات الضوئية أو التقدم عليها، وعليكم بالإنضباط، وتذكّروا أن القيادة فن وذوق وأخلاق، فتحلّوا بها كلها (رحمكم الله).
يا أيها المرور:
أرجوك ثم أرجوك أن تعمّد منسوبيك من رجال المرور والدوريات وغيرهم أن يستخدموا إشارات سياراتهم عند الاتجاه يمينا أو شمالاً ليكونوا قدوة لغيرهم من السائقين والمواطنين، وبعد ذلك يكلفون جميع السائقين باستخدام إشارات سياراتهم، لأن ذلك مسلك حضاري، ويقلل من حوادث السيارات، ويبعد عنا الفوضى والتأخر.
يا أيها المرور:
يرجوك الناس عدم التهاون مع من يخالفون أنظمة المرور وأصول القيادة وأصول السلامة، أرجو أن تكون هنا حياة لمن ينادي.
يا أيها المرور:
طالب بزيادة أفرادك، وليكن عند كل إشارة (إن أمكن) جندي يضبط المخالفات، ويوقع غرامات فورية على المستهترين الذين لا تهمهم أرواح الناس ولا ممتلكاتهم ولا أمنهم.
كلمات سيئة:
كورنيش.. وتوجد بدلها شاطئ.
قروبات.. وتوجد بدلها مجموعات.
تكنولوجيا.. وتوجد بدلها تقنية.
كروكي.. وتوجد بدلها مخطط.
بوليس.. وتوجد بدلها شرطة إلى آخره إلى آخره.
طرفة:
كان دهان يدهن غرفة بالدهان، فانتهى الدهان قبل أن يعم الدهان الغرفة، فكتب بالدهان في جدار الغرفة: إلى آخره لأن الدهان انتهى!.
معارضات:
قال الشاعر:
يقولون ليلى في العراق مريضة
فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
وقال آخر (عيّار):
يقولون ليلى في العراق مريضة
(فما حيلة المضطر إلا ركوبها)
وقال ثالث:
يقولون ليلى في العراق مصخنتَّا، وممصوعة رقبتّا، ووارمة (ركبتّا).
وقال الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يوماً
فأخبره بما فعل المشيب
وآخر أبدل المشيب بـ العسيب، وثالث رحمه الله أبدله بكلمة (ثالثة).
وفي حديث قال رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- في آخره (ولو قضيباً من أراك).
قيس وليلى والتوباد:
بعض المواطنين لا يعلمون أين كان قيس وليلى وأين يكون جبل التوباد، وإليهم أهدي هذه المعلومات المتواضعة.
محافظة الأفلاج التي تبعد عن الرياض جنوباً 300 كيل، وبعد انتهاء طريقها مع الحاير (المتعثر) ستقل المسافة.
هذه المحافظة قاعدتها ليلى باسم ليلى العامرية، وتبعد عنها غرباً في جبل طويق قرية (الغيل) التي جاء ذكرها في شعر قيس، ويطل عليها جبل (التوباد).
وقد ألف أحمد شوقي الذي اعتبره بعضهم أميراً للشعراء مسرحية شعرية عنوانها مجنون ليلى، من أبياتها:
جبل التوباد حياك الحيا
وسقى الله صبانا ورعى
فيك ناغينا الهوى في مهده
ورضعناه فكنت المرضعا
إلى آخر القصيدة التي غناها (أقصد أنشدها) محمد عبدالوهاب.
بيت من الشعر:
زعمتني شيخاً ولست بشيخ
إنما الشيخ من يدب دبيبا
لغز:
ما هي الدابة التي تدب ودابتها لا تدب ودابة دابتها تدب؟
ولغز:
عشر وعشر ولاهي بعشرين، إذا أضفت لها خمسين صارت إحدى عشرة؟
الجائزة:
من عرف أحدهما أو كليهما فله نصفه أو نصفهما.
آخر لغز (طرفة)
أقبل أبو نواس أو جحا أو غيرهما على (ربعه) وفي كمه خوخ فقال من عرف ما في كمّي فله أكبر خوخة فيه، فقالوا: خوخ. فبادر قائلاً: من هذا الحمار الذي أخبركم؟.
فائدة:
قالوا إن المشائخ ثلاثة، شيخ علم، والكبير في السن، وشيخ القبيلة، ويوجد رابع وهو الذي يربض عند أبواب دكاكين المسعى قديماً، أما الخامس فهو صاحب المال والعقار ولو كان طفلاً، وسيأتي غيرهم.
عن المرأة:
ما أكثر الكتب التي ألفت عن المرأة، وأقل منها التي ألفت عن الرجل (المسكين)، فعن المرأة كان عندي في مكتبتي ومكتبة قيس 82 كتاباً، ومثلها عن الفكاهة ثم (تخسلجت) أي تقلصت وأصبحت 31 كتاباً فقط بعد أن بعت معظم كتبي لأكمل بناء البيت لإيواء قيس ووالدته وإخوانه وأخواته و(والده أيضاً).
من تلك الكتب عن المرأة:
- أمثال المرأة عند العرب، ما قالته وما قيل فيها.
- غرائب وعجائب النساء في التاريخ القديم والحديث.
- قالوا.. في المرأة... إلخ.
أقوال أخرى:
ومن الأقوال المتداولة (من محفوظاتي):
في جمال المرأة: تطيّح الطير من السماء.
في طولها: طول النخلة.
ما تدخل مع الباب.
في قساوة لحمها وغضاضتها: تقصع القملة على شطيتها.
وفي كبر عجيزتها: هي تقوم اليوم وعجيزتها تقوم غداً.
النهود والردوف:
ذبحتْ الشعراء بغير سلاح، كقول سليمان بن شريم رحمه الله:
أبو نهيد كما الفنجال زبرِ ..............
ويمزّع الثوب (الدراعة) من حال غصيبة
وقول سليمان الطويل رحمه الله:
والردف طعس نابي ما وطي به .............
غبّ المطر شمس العصير أشرقت به
أخيراً: سامحوني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.