عانت أجيال الآباء لبلادنا العزيزة «المملكة العربية السعودية» الكثير مما يصعب وصفه من شظف العيش وقلة ذات اليد وانعدام الأمن قبل توحيد المملكة، مما دفع ببعضهم للهجرة إلى أقطار مجاورة كالعراق والشام للعمل وكسب لقمة العيش بأدنى درجاته المتعارف عليها حينذاك بين البشر.
وقد دخلت بلادنا عصر البناء والتنمية التدريجية بعد انتهاء فترة التأسيس فقفزت قفزات نوعية في جميع المجالات العمرانية والتعليمية والصحية والخدمية متقدمة بذلك على جميع الأقطار المجاورة التي كانت قد سبقتها في دخول عصر البناء والتنمية بعقود من الزمن.
كان وراء هذه القفزات الهائلة قرارات شجاعة حكيمة صادقة مخلصة من قبل ولاة الأمور - حفظهم الله- تنشد الخير لهذا الوطن العزيز وأبنائه الكرام لا يعلم عنها شيئاً أكثرية الناس ولا سيما جيل شبابنا الآن، فلقد كان الأمراء والوزراء في السبعينيات الهجرية يستقبلون بالمطار أبناء المواطنين القادمين من الدراسة في مصر ويحيونهم ويهنئونهم ويعرضون عليهم العمل معهم في وزاراتهم، أما الطالب في المعهد العلمي فقد كان يتقاضى راتباً حينها أكثر من الموظف في الحكومة، كل ذلك كان هدفه من قبل حكومتنا الرشيدة - أعزها الله - تشجيع أبناء الوطن على مواصلة التعليم الذي لم يكن مرغوباً فيه حينذاك من قبل الأكثرية.
عوائد النفط أنفقتها حكومتنا الرشيدة على المدارس والجامعات والطرق والمستشفيات والمرافق والخدمات ولم تنفق على حروب عبثية واستعراضات صبيانية وتهور أحمق يدفع الشعب ضريبته من قوته وقوت أطفاله كما حدث في بلدان نفطية عديدة غدت مع نفطها وخيراتها فقيرة معدمة بسبب سياسات قادتها الطائشة.