أكد أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية المعلمين بجامعة الملك سعود في الرياض الأستاذ الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي أن الأمة الإسلامية تميزت عن الأمم السابقة بخصائص كثيرة في مقدمتها الدعوة وبالبلاغ الحسن، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على علم وبصيرة.
جاء ذلك في إطار كتاب جديد للدكتور محمد الرومي حمل عنوان: (خصائص الأمة الإسلامية ورسالتها الدعوية) بعدد صفحات بلغ (65) من الحجم المتوسط، قال في مقدمته: إن الله - عز جل - امتن على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بأن جعلها خاتمة للأمم، وجعل رسولها خاتماً للرسل - عليهم السلام - وجعلها خير أمة أخرجت للناس، لكونها في عمومها تقوم بواجب الدعوة إلى الله - عز وجل - وتتآمر فيما بينها بالمعروف، وتتناهى فيما بينها عن المنكر، وتحمل ميراث النبوة وتحب الخير للغير وتهدية إليه بطريقة مرضية، ولقد جاء في أحكام رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وجوب القيام بأعباء الدعوة، وإيضاح طريق الخير للناس وسوقهم إليه من خلال العلم والبصيرة، وبالحكمة والموعظة الحسنة.
وإن من خيرات أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - أنها تأتي يوم القيامة شاهد على غيرها، وأنها أكثر الأمم قبولاً لدعوة الإسلام.
وتضمنت صفحات الكتاب في التمهيد : تعريف الخصائص والأمة، والإسلام، والرسالة الدعوية في اللغة، والاصطلاح، ثم افرد الدكتور الرومي بقية صفحات الكتاب للحديث في الفصل الأول عن خصائص الأمة الإسلامية في مبحثين: الأول عن خصائصها في الدنيا، والثاني عن خصائصها في الآخرة، ثم تناول في الفصل الثاني الرسالة الدعوية للأمة الإسلامية في ثلاثة مباحث: الأول قيام الأمة الإسلامية بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والثاني قيام الأمة الإسلامية تبليغ الدعوة، حيث تحدث أيضاً عن المكلف بالدعوة إلى الله، وفي المبحث الثالث تحدث عن قيام الأمة الإسلامية بالدعوة إلى الله على علم وبصيرة.
وختم صفحات الكتاب بالقول: شرفت الأمة الخاتمة بنبيها محمد - صلى الله عليه وسلم - وتميزت بكتابه المعجز الذي هو القرآن الكريم، الذي قال الله عنه: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (42) سورة فصلت, وقد سعيت جاهداً في هذا البحث العلمي لإيضاح خصائص الأمة الإسلامية في الدنيا, وخصائصها في الآخرة، وإيضاح رسالتها الدعوية، وأنها مأمورة بالقيام بالدعوة وبالبلاغ الحسن, وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على علم وبصيرة, وأن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فاقت جميع الأمم بهذه الخصائص، لما لها من المكونات والفضائل التي تجعلها صالحة لأن تحمل ميراث النبوة إلى قيام الساعة، فإن الله سبحانه حينما خلق الخلق يسر لهم كل شيء وكلفهم بعبادته وطاعته والانقياد لشرعه وفق هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وكان مما قضى به ربنا سبحانه وحكم استمرار الدعوة إلى دينه، وتبصير الناس بما يسعدهم ويرشدهم إلى دينهم الذي به حياتهم، ولهذا تكفل الله سبحانه بحفظ دينه ممثلا في حفظ القرآن الكريم الذي بحفظه حفظت السنة النبوية ومعالم الدين، وبقي ذلك وسيبقى - إن شاء الله - إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.