كتبت – سيدة القلم
الوداع موقف يختارنا ولا نختاره نجبر عليه بدون رغبة منا وهو قد يكون الخيط الأخير في علاقة كان من المفترض أن تستمر لكن الظروف أرادت غير ذلك.
الكثير من الشعراء عاشوا هذا الموقف الصعب وعبروا عنه بمشاعر مؤثرة فهذا ناصر القحطاني يصور الفراق بحده الأقصى من الألم في قصيدة مكتنزة بالحزن والشجن حيث يقول في بعض أبياتها:
الوداع اللي بعلم العين يعبر من رمدها
والوداع اللي بلا علم القفص صدري غبينه
والوداع اللي بلا رجعه علي أمر وادهى
والله أنه غرغرت سم وسكاكينٍ سنينه
والعنود اللي جفيت الناس والدنيا بعدها
مدت الفرقا لغاليها وهي تعطي الثمينه
وينها كيف تركتني ليه ما جت في وعدها
والقمر لاطل خابرها تجي بيني وبينه
بينما نايف صقر يتسلطن في رسم لوحة شجية للوداع مستحضرا فكر الشاعر وأدوات المبدع.
رهنت لغيبتك ظلٍ نحيل ودمعتين وباب
على قلبي قفلته والوفا همه ومفتاحه
تفضل نعمه النسيان ما ابغي لاابتعدت اصحاب
عطاياك القديمه والجديد الياس وارماحه
بقي طيفٍ باحرسه في عيوني لك عليه اهداب
ولاني حاجبه ياوجهته لاهداك مرواحه
خلص كل الكلام اهديت لك لون الوداع اخضاب
مهر كفٍ دفاها من عذاب مصافحي راحة
ويأتي عبدالله العليوي ليدرك بكل وعي مسببات هذا الجرح النازف بإدراكه لنوايا الطرف الآخر حيث يقول.
أحلى سنين العمر راحت هدايا
ابتعد بسكات ماابي لك وداع
مايبي فرقاك هالقلب الرضيع
تحسب ان قلوب خلق الله تباع
يوم تشريني وللثاني تبيع
لاتغرك جيتي لك بإندفاع
لو بغيتك عز نفسي مايطيع
ويأتي مهدي بن سعيد محرضا على المزيد من النزف والإيغال في الطعنات وكأنه يقول وداوني باللتي كانت هي الداء.
ان كان لك نيه تودعني بـ(جرح)
تكفى بجرح ٍ مايشافيه غيرك
مابغى الجروح اللي تساوم على الصلح
أبغى «عناد النزف» بعدك يثيرك
قوم رياحك حرض الرمل والملح
تملى العروق المبطيه من غديرك