جدد رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان أمس الأثنين ضرورة تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية في المنطقة في إشارة إلى الأزمة السورية وما تهدده من زعزعة لاستقرار لبنان مشيراً إلى أن لبنان سيشارك في أعمال مؤتمر جنيف2 المزمع عقده بعد غد. وذكر سليمان في كلمة القاها أمام السلك الديبلوماسي في حفل تقديم التهاني بالعام الجديد في قصر بعبدا بموقف لبنان الملتزم بتحييد نفسه عن الداعيات السلبية للازمة السورية المتمادية، والذي يعارض اي تدخل عسكري أجنبي في هذا النزاع.
وأكد الرئيس ميشال سليمان أن لبنان معني بشكل خاص بايجاد حل سياسي متوافق عليه للازمة السورية يسمح بعودة الاستقرار الى هذه الدولة الجارة والشقيقة ويحفظ وحدتها. وتحدث سليمان في كلمته عن مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في لبنان آملاً تشكيل حكومة سريعة لمعالجة الأزمات. وقال إن المسار الوطني أصيب بانتكاسات جدية منذ العام 2011 جراء الارتدادات السلبية المختلفة للازمة المتمادية في سوريا على مجمل أوضاع لبنان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والذي أدى إلى الارتفاع الملحوظ في التوتر المذهبي وانخراطاً متدرجاً في الصراع المسلح الدائر على الأراضي السورية وتدفقاً متنامياً لاعداد اللاجئين السوريين والفلسطنيين وترافق ذلك مع عودة موجة التفجيرات الارهابية المتنقلة. وأشار سليمان الى أن السعي سيستمر لتشكيل حكومة جديدة واستئناف اعمال هيئة الحوار الوطني والتهيئة لانجاز الاستحقاق الدستوري والتوافق على قانون انتخاب جديد يسمح باجراء الانتخابات النيابية. وجدد سليمان في هذا الصدد شكره المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على دعمها الجيش اللبناني بقيمة ثلاثة مليارات دولار. ومن باريس أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري المقيم في الخارج منذ 2011 أمس انه سيعود الى لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابية المرتقبة في نوفمبر المقبل.وقال الحريري في مقابلة مع اذاعة اوروبا الاولى (سأعود إلى لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابية ولأتولى مجدداً يوماً ما رئاسة الحكومة).
على صعيد أمني قتل3 أشخاص أمس في معارك طائفية في مدينة طرابلس بشمال لبنان والتي شهدت خلال الفترة الماضية اعمال عنف على خلفية النزاع السوري بحسب ما افاد مصدر أمني لبناني. وأوضح المصدر أن الأحداث الأخيرة بدأت اثر مقتل 8 أشخاص بينهم5 أطفال الجمعة في قصف مصدره الأراضي السورية استهدف بلدة عرسال في شرق لبنان.