بدأت الحكومة والمعارضة السورية أمس الاثنين مناقشة تشكيل حكومة انتقالية، فيما توقع الوسطاء أنها ستكون أصعب مرحلة من المحادثات الأولى لإنهاء الصراع الدائر منذ ثلاث سنوات. ويركز الجانبان التفاوض حول إطار قانوني للسلطة، يتشكل من أعضاء من حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة ورموز مستقلة. وقال برهان غليون أحد أعضاء وفد المعارضة لوكالة الأنباء الألمانية في جنيف: إن هذه اللجنة سوف تشرف على تشكيل حكومة انتقالية وفصل أكبر بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، ودراسة إصلاحات دستورية مطلوبة لإرساء عصر جديد من الديمقراطية في سورية . وأضاف أن ما سنناقشه سوف يحدد مسار المستقبل السوري. وسوف يخاطب ممثلون عن الحكومة والمعارضة بعضهما البعض مباشرة لأول مرة منذ افتتحت محادثات السلام بدعم دولي في منتجع مونترو السويسري يوم الأربعاء.
ويقوم مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بدور الوسيط في المحادثات التي تجرى في مقر الأمم المتحدة في جنيف. و بعد يومين خصصا لمسألتي المدنيين المحاصرين في حمص وآلاف المعتقلين والمفقودين في النزاع في سوريا، يناقش وفدا الحكومة والمعارضة السوريان إلى مؤتمر جنيف-2 أمس الاثنين قضية أكثر حساسية هي الحكومة الانتقالية. وتشكل هذه القضية منذ أشهر «خطا أحمر» للمفاوضات بالنسبة للجانبين. وينص اتفاق جنيف-1 الذي تم التوصل إليه في غياب أي تمثيل لسوريا، على تشكيل حكومة بصلاحيات كاملة تتولى المرحلة الانتقالية. وتعتبر المعارضة أن هذا يعني تنحي الرئيس السوري بشار الأسد وتسليم صلاحياته إلى هذه الحكومة، في حين يرفض النظام مجرد طرح الموضوع، معتبرا أن مصير الأسد يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. وقال عضو وفد المعارضة لؤي صافي قبل ساعات من اليوم الثالث للمفاوضات «سنبدأ بالحديث عن الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية». وأضاف أنه «من الواضح أن النظام ليس متحمسا»، موضحا أنه «سنرى ما إذا كان النظام موافقا على حل سياسي أو سيصرون على حل عسكري». وبعد التوتر الذي ساد الجمعة، عبر الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي عن «سروره» لكيفية حصول المفاوضات في جنيف حول النزاع السوري، مشيدا ب»الاحترام المتبادل» الذي يظهره وفدا النظام والمعارضة. وقال الإبراهيمي في اليوم الثاني من المفاوضات «في الواقع أنا مسرور. لأن هناك عموما احتراما متبادلا ولأن (المفاوضين) يدركون أن هذه المحاولة (المفاوضات) مهمة ويجب أن تستمر». وأضاف «آمل في أن تستمر هذه الأجواء» . وعلى صعيد المعارك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن 141 شخصا قتلوا في أنحاء متفرقة من البلاد يوم الأحد وذكر المرصد في بيان وصل إلى وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أمس الاثنين « ارتفع إلى 51 عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا أمس إلى قافلة شهداء الثورة السورية». وقال :»قتل 21 من قوات جيش الدفاع وذلك إثر كمين استهدف سيارات تقلهم وتفجير عبوات ناسفة بآليات واشتباكات واستهداف حواجزهم في عدة مدن وبلدات وقرى سورية». وأضاف: «قتل ما لا يقل عن 41 من القوات النظامية إثر كمين واشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب المقاتلة والكتائب المقاتلة واستهداف مراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة ورصاص قناصةفي عدة محافظات».
وتابع «لقي ما لا يقل عن 15 مقاتلا من داعش وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة من جنسيات مختلفة حتفهم إثر اشتباكات وقصف على مناطق وجودهم في عدة محافظات». كما «استشهد 13 مقاتلا من الكتائب المقاتلة مجهولي الهوية حتى اللحظة إثر اشتباكات مع القوات النظامية والمسلحين الموالين لها واستهداف عربات أو قصف على عدة مناطق.