نعم، هناك أخطار كبيرة في البيئة من حولنا، بسبب عدم المبالاة وغياب العقوبات الصارمة، فبعد أن تحولت حادثة لمى الروقي - رحمها الله- إلى قضية رأي عام وتصدرت واقع التواصل الاجتماعي وصفحات الصحف الرسمية، وصارت حديث الألسن في المجالس، وتقاسم الجميع معاناة ذوي الطفلة مصابهم، وتسابق المغردون والمواقع الإلكترونية في رمي المسؤولية على جهات عدة تراوحت بين الدفاع المدني الذي اقتصر دوره في تصريح مسؤوليه في منطقة تبوك وشركة أرامكو، وجاء المتطوعون لاستخراج الطفلة من غياهب البئر، إلى أن توصل الدفاع المدني لأشلاء من جثمان لمى الصغير، ليثبت بالحمض النووي ذلك بحسب تقرير الطب الشرعي، ولم تكن لمى الصغيرة الضحية الوحيدة لتلك الآبار سواء الارتوازية أو المكشوفة فقد سبقها ضحايا آخرون، مما يجعل إلزام إشراك الدفاع المدني في محاضر موافقة حفر الآبار ودفنها مع الجهة المعنية والمتمثّلة في الزراعة والمياه لتصبح مسؤولية الدفاع المدني ليست عمليات الإنقاذ فقط، بل القيام بجولات تفتيشية مستمرة على المزارع والعمائر تحت الإنشاء المحتوية على خزانات المياه والصرف الصحي التي راح ضحيتها أطفال بين فترة وأخرى، مع رفع مستوى التوعية بالسلامة سواء في الإعلام والمدارس وهيئة السياحة (التي يعوّل عليها كثيراً في نشر ثقافة التنزه الخالي من المخاطر) والدفاع المدني وغيرها، فدرهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج.