سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على ما نُشر في جريدتنا الغراء يوم الثلاثاء 27-3-1435هـ حول جهود (مكافحة المخدرات).
وأقول الكل يعلم ما تتمتع به المملكة من ثروات حباها الله سبحانه وتعالى بها وميَّزها بزيادة نسبة الشباب عن باقي دول العالم، فهي هدف لضعاف النفوس من مهربي المخدرات الذين لا يتركون طريقة إلا اتبعوها ولا فرصة لتهريب المخدرات إلا استغلوها ومن بين المخدرات أقراص الكبتاجون والحشيش والهروين والكوكايين.
وتقوم المديرية العامة لمكافحة المخدرات بإحباط وكشف والقبض على كل من تسوّل له نفسه إدخال أي نوع من المخدرات إلى المملكة مستخدمة في ذلك عدة وسائل تقنية متقدِّمة، وأيضاً الكلاب البوليسية المدربة التي تلازم رجال مكافحة المخدرات أثناء تفتيش السيارات التي تصل إلى المملكة عن طريق البر والمنافذ البرية فيستطيعون كشف الحيل والألاعيب التي يتبعها مهربو المخدرات.
وكلنا يعرف الأثر السيئ الذي تتركه المخدرات في عقل وبدن الشخص المصاب بالإدمان وما يمكن أن يصل إليه المدمن من تجاوزات وجرائم تصل أحياناً إلى حد القتل من أجل الحصول على المخدرات أو المال ليشتري المخدرات لذا فإن مكافحة المخدرات واجب وطني، وهي حماية لشباب هذا الوطن من الوقوع في براثن الإدمان والإمساك بكل من تسوّل له نفسه تهريب المخدرات إلى المملكة سواء عن طريق البر أو الجو أو البحر أو ترويجها داخل المملكة.
وتحبط المديرية العامة لمكافحة المخدرات سنوياً تهريب ملايين الحبوب من مخدر الكبتاجون ومئات الأطنان من الحشيش المخدر والتي ارتفعت نسبة تهريب كل منها خلال العام الماضي عن العام الذي قبله بينما انخفضت نسبة تهريب الهروين والكوكايين في نفس الفترة بحوالي ثلاثة أطنان لكل منها وانخفضت نسبة تهريب المؤثّرات العقلية الأخرى بنسبة 10% عن نفس الفترة، كما ورد في تقرير الجزيرة.
وتتمتع المملكة بعشرات الطرق الدولية والمنافذ البرية والموانئ والمطارات مما يجعل مهمة المديرية العامة لمكافحة المخدرات صعبة وتزداد صعوبة مع تعدد وتنوّع الطرق التي يتم بها التهريب؛ فالبعض يهرِّب الحبوب في ثمرات الرمان والبعض يهرّبها في الألواح الرخامية أو في تجاويف سرية داخل المركبات الكبيرة ولا يتركون حيلة إلا استخدموها للوصول إلى غايتهم الدنيئة.
ثم يأتي دور المروّجون الذين يقومون بتوزيع هذه المخدرات، وهنا أيضاً تقف لهم المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمرصاد فيوقع بعشرات المروّجين من مختلف الجنسيات وهذا بتوجيه ومتابعة رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، ويقوم على هذه الجهود منسوبو الإدارة العامة للمخدرات في جميع مناطق المملكة وعلى رأسهم مديرها اللواء أحمد سعيد الزهراني ومساعده الأستاذ عبدالإله الشريف.
وتقوم المديرية العامة لمكافحة المخدرات برصد عمليات الترويج بالبحث والتحرّي من استطاع الإفلات من المجرمين أو ممن تركوا لكي يتم الإيقاع بعملائهم في داخل المملكة ويتم القبض على هؤلاء وهؤلاء بالجرم المشهود.
وقد استطاعت أيضاً فرق البحث الجنائي والتحرّي إحباط عملية تهريب وترويج أربعة ملايين حبة كبتاجون داخل مواتير الكهرباء وتم القبض على المهرّبين والمروّجين، كما تم إحباط تهريب مليون حبة كبتاجون داخل حبات الطماطم.
كما تقوم المديرية العامة لمكافحة المخدرات بتوعية المجتمع بأخطار المخدرات عبر شبكة (جناء) وهي موقع إلكتروني يتحدث بأربع لغات (العربية والإنجليزية والفرنسية والأردية) للتوعية بأضرار المخدرات وأنظمة المكافحة.
وكذلك أنشأت المديرية العامة لمكافحة المخدرات عشرة معارض توعوية في مختلف مناطق المملكة إضافة إلى الكتيّبات التوعوية حول أقراص الكبتاجون والهروين والعقاقير الطبية الأخرى.
ولم تغفل المديرية العامة لمكافحة المخدرات دور المرأة، حيث تم إعداد عدة محاضرات لتوعية العنصر النسائي بأضرار المخدرات.
وبعد.. فتحية للمديرية العامة لمكافحة المخدرات ورئيسها وجميع العاملين بها الذين يقفون بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه المساس بأمن هذه البلد أو الإضرار بشبابه، فعليه يبقى دورنا كمواطنين كل في موقعه (رب الأسرة وأم الأسرة والمعلم والمسجد والإعلام) من أجل محاصرة هذه الظاهرة ومحاولة القضاء عليها.