أشرقت شمس النصر من جديد، وكسر سنوات الغياب الطويل، في موسم مختلف، لا يختلف فيه اثنان على أفضلية الفريق، وقدرته على فرض أسلوبه بالشكل الذي يريد، يقف خلف ذلك رئيس جند نفسه لخدمة الفريق، وصرف من أجله الغالي والنفيس ، و واصل الليل بالنهار في سبيل عودة الفريق إلى سماء البطولات التي غاب عنها لنحو عقدين من الزمان ...
فيصل بن تركي يكسب الرهان
كان الكثير من النصراويين ضد نهج رئيس النادي في العمل و الاستقطابات المحلية والاجنبية ، لكن كحيلان كما يحب النصراويون تسميته لم يلق بالاً للانتقادات الواسعة التي كانت تطال عمله، ولم يأبه بالاصوات التي كانت تطالبه بان يفسح المجال لغيره ، فقد كان العاشق النصراوي فيصل بن تركي يعرف ماذا يفعل ...فاستمر في قيادة السفينة النصراوية ، ولم تهزه العواصف والا العثرات ، بل كانت تزيده قوة إلى قوته ، وثقة على ثقته ، حتى استطاع في النهاية ، ان يعيد النصر إلى منصة غاب عنها طويلاً ... ليتفق النصراويون في النهاية على نجاح الرجل، ودخوله التاريخ النصراوي من الباب الواسع.
الحماس والحافز
المدرب النصراوي كارينيو ليس مجرد مدرب كرة قدم فقط ، بل رجل يجيد اللعب على كل الحبال التي تمنحه القدرة على صناعة فريق يعرف كيف يفوز، و قد أثبتت جميع المواجهات ان المدرب الأورغوياني قد نجح في صناعة الفارق .... وتقديم فريق بطل، حقق بطولة، ويبدو انه موعود بالمزيد.
العنزي ... الحارس الأمين
قدم النصر عددا من الأسماء هذا الموسم ، لكن الاتفاق كان في الغالب على نجومية الحارس عبدالله العنزي الذي كان في كل مباراة يشكل حصناً منيعاً ضد المرمى الأصفر، وفي المباراة النهائية البارحة أكد العنزي انه حارس مختلف ، وأن مرمى النصر في أمان تام بوجوده.
الصفقات التي صنعت الفارق
لم يتوقف سيل الصفقات النصراوية عند حد معين ... ولم تكن العين النصراوية لتوفر أي اسم ترى انه قادر على خدمة الفريق ، وتحقيق مخطط القائمين عليه بالوصول إلى الذهب ، وفي كل فترة تسجيل كانت الادارة النصراوية تدعم الفريق وتغير في جلده ... فمرة كان التوجه لرتق الضعف في الجانب الايمن وكان الخيار في خالد الغامدي الذي حقق نجاحات لافتة مع الفريق ، وفي العمق الدفاعي، كانت بوصلة التعاقدات تمر بعمر هوساوي الذي أصبح واحداً من المع المدافعين السعوديين ، دون تجاهل بديله محمد عيد، الذي يقدم مستويات جدية عندما يشارك مع الفريق ... وكان خط الوسط الأصفرصاحب النصيب الأوفر في التعاقدات النصراوية ... وكانت الخيارات في عبده عطيف و محمد نور و عوض خميس و غيرهم ...لكن الصفقة الأهم و الأبرز و الأقوى تمثلت في الشاب الموهوب يحيى الشهري الذي حقق لقب أغلى لاعب سعودي برقم يلامس الخمسين مليون ريال ، ولم يبخل اللاعب الموهوب على الفريق الذي لم يبخل عليه ، إذ قدم مستويات لافتة فصنع وسجل في كثير من المباريات ، وأضفى على الفريق الكثير .. وما من شك ان لديه الكثير والكثير في المرحلة المقبلة.
على صعيد الهجوم ...كانت صفقة محمد السهلاوي من أول ما قدمه فيصل بن تركي للنصر قبل أربع سنوات ، قبل ان يجدد مؤخراً لللاعب الذي مر احترافه في الفريق النصراوي في منعطفات عدة ، وتباينت آراء الجماهير النصراوية فيه قبل أن يقدم نفسه هذا الموسم بشكل مختلف ، ويتمكن من تسجيل جملة من الأهداف ..كان آخرها هدف الحسم في اللقاء النهائي.