عبر مفاجأة مذهلة لجامعة الملك سعود عام 2010م، دشن فيها خادم الحرمين الملك عبدالله سيارة (غزال1) كأول صناعة سعودية 100% يقوم بها طلاب الجامعة. ويبدو أن الجامعة اختارت هذا الاسم تيمناً بالغزال الصحراوي السريع كجمع بين الرشاقة وقوة التحمل ومقاومة ظروف البيئة القاسية. وعُرضت في معرض جنيف الدولي ونالت الإعجاب بالقدرات العربية العلمية الشابة في التصميم والتصنيع، وحصلت على براءات اختراع في قطع منها، ووعدت الجامعة بتسويقها بنهاية عام 2013م بعد وصول الإنتاج السنوي إلى عشرين ألف سيارة!! وكان مدير الجامعة السابق الدكتور عبد الله العثمان قد كشف عن سعي الجامعة عبر ذراعها الاستثماري (شركة وادي الرياض للتقنية) برأس مال مئة مليون ريال للدخول في صناعة السيارات بعد أن نجحت بجهودها الذاتية في تصنيع النموذج الأول منها والمطور من سيارات مرسيدس- بنز ذات القدرات من قوة هيكلها وأدائها الممتاز.
كل هذا جميل ومغرٍ ومشوق، ولكن الصادم هو تصريح وزير التجارة والصناعة أخيراً بأن الجامعة لم تتقدم لوزارته للحصول على ترخيص لتصنيع السيارة (الغزال الموعود) التي كنا ننتظرها تجوب شوارعنا نهاية عام 2013. ولم تحتر الجامعة في تجهيز ردها المدهش بأن السيارة (غزال1) لم تكن سوى مشروع بحثي طلابي (هكذا) وأنه ليس من مهمات الجامعة تصنيع السيارات! فلم يكن الأمر سوى استعراض أساليب وطرق صناعة السيارات والاستفادة من دراسة مكوناتها وتفكيكها وتركيبها! كون الجامعة جهة أكاديمية ولا تريد أن تخرج عن هذا المسار بالتحول إلى ممارسة أنشطة ربحية!
ماذا يعني ذلك؟ وهل كانت الفكرة منذ بدايتها مجرد حلم باحتراف؟! وهل كان الحشد وإنفاق الملايين للدراسة فحسب؟