هذه الرواية تحاكي الأوضاع الحياتية والظروف في أرض الجزيرة العربية قبل ما يقارب المائتي عام.
بطل الرواية رجل أربعيني فاضل مر ببعض الظروف الصعبة وعالج بعض المحن لكن في نهاية المطاف تأتيه الدنيا وهي راغمة ويبش له الحظ.
الرواية بعنوان «صدى الضلعان» تأليف أ. علي الأسمري.. ويقول المؤلف في جزء منها:
في طرف مضارب احدى قبائل نجد يقبع بيت شعر صاحبنا الرجل الكهل محسن بن عبيدالله الذي ناهز الخامسة والأربعين من عمره ذو العارضين الأسودين المخلوطين ببياض الشيب والتجارب الصعبة على مر السنين، ذو عينين كبيرتين، رزينيتي الحركة، لا تدلان إلا على الحكمة والإيمان والمعرفة، طويل القامة، أقرب إلى النحول.
وفي أصيل أحد أيام الأسبوع حيث أن تلك الأيام لم تكن تختلف كثيراً عن بعضها، أبو عبيد وهي كنيته جالس في صدر بيت الشعر وبجواره صاحبه وأخوه سعود بن مشجع، والمميز بشاربيه الكبيرين وشيء من قصر القامة، عريض المنكبين، ضخم الجسم لا ترى في عينيه غير الشجاعة والاخلاص وبينهما دلة قهوة من البن اليماني، والتي خدمت ولا تزال تخدم كيف ومزاج أهل البادية والحضر على حد سواء، يهب عليهم شيء من نسائم نفود الصحراء الذين هم في قلبها، بل هم قلبها النابض، ابتسامة هادئة تعلو وجه محسن مع التفاتة حانية إلى رفيق دربه الذي يشاركه المجلس (والمركى) التي يتكئان عليها.