في يقيني أن الشعر موهبة.. وموهبة فقط.
موهبة تصقلها التجربة وتسمو بها الثقافة وتزيدها اتساعا وعمقا القراءة والاطلاع.
الشعر فن لا يمكن تعليمه وتعلمه وإن حدث ذلك -وهو نادر ما يحدث- تحوّل إلى نظم بدون روح ولا طعم ولا نكهة.
اختلف كثيرا مع من يقول إن الشعر فن مكتسب وإنه بالإمكان تعلّمه
بل هناك من يزيد على ذلك فيذكر أنه بالإمكان أن يصبح الإنسان - أي إنسان - شاعرا!
لكني أتفق إلى حد كبير مع من يقول إنه بالإمكان العناية بالموهبة وتطويرها والارتقاء بها لفضاءات واسعة من المعرفة.. والتطوير الذي أعنيه وأقصده وأتفق معه هو تطوير لغة الشاعر وأدواته الفنية التي تفتح له أبوابا واسعة للخيال والابتكار وتخلق داخله فكرا جسورا قادرا على المغامرة الإيجابية وتمنحه وعيا خلاقا يحثه على التميز.
المبدعون بكل تنوعاتهم موهوبون بالفطرة وجدوا أنفسهم متورطين بما يعتقده الكثيرون ميزة ويراه القلة ضريبة يدفعها المبدع وهي في كلتا الحالتين منح واختبارات يهبها الله لمن يشاء من عباده.
لكني في جانب آخر أتفق إلى حد معقول مع من يقول إن للوارثة دورا في الشعر وإنه يختفي جيل أو جيلان ثم يعاود الظهور في فرد أو أفراد من العائلة أو الأسرة أو القبيلة وقد يتصل متنقلا من فرد إلى فرد وفق نسق غير معروف ولم تتم دراسته بعد من قبل الباحثين في الأدب عموما والشعر على وجه الخصوص واتفاقي لا ينفي ما قطعت به سابقا من أن الشعر موهبة بالأساس.. بل إنه موهبة أولا وأخيرا وماعدا ذلك هي مُجملات وكماليات لا تصنع شاعرا ولا تورث شعرا لكنها تفيده كثيرا.
خطوة أخيرة:
لـ(مساعد الرشيدي)
ينجرح قلب لكن ترتفع هامة
والله إني لأموت ولا انحنى راسي
لو رماني زماني وسط دوامة
العواصف شديدة والجبل راسي