بغض النظر عن ديانة هؤلاء الناس المساكين الذين يجري ذبحهم ببشاعة متناهية، كان يجب على العالم أن ينقذهم من المجازر الوحشية اليومية، لكن مشكلتهم الأساسية - وليست الوحيدة بالطبع - هي أنهم مسلمون، ولذلك هم يُقتلون بنفس الطريقة التي يُقتل بها أشقاء لهم في سوريا وفي فلسطين وفي بورما وفي أماكن أخرى كثيرة من العالم الإسلامي. تعدد الجلادين والقتيل واحد هو الإنسان المسلم، سواء المسلم ديناً أو المسلم ثقافة مثل مسيحيي العرب!
أتحدث هنا عن المسلمين في جمهورية أفريقيا الوسطى ولا أنسى المآسي التي تحدث قريباً منا في عالمنا العربي، وأتخيل أن العالم الذي يرى ما نفعله بأنفسنا وببعضنا البعض يتصور أن قتلنا مباح لأننا - برأيهم - أمة متوحشة فقدت المعاني والقيم الإنسانية فلا تجري علينا المعايير الإنسانية العالمية التي تستنكر القتل والظلم.
أظن أن مأساة مسلمي جمهورية أفريقيا الوسطى الذين يتم قتلهم بطريقة موغلة في الهمجية والوحشية نابعة في الأساس من أنهم يحملون وزر السمعة السيئة للمسلمين الذين ارتبط دينهم في أذهان الناس بالإرهاب، وبالتالي لا داعي للقلق من ذبح إنسان مسلم أو من ذبح مجتمع مسلم أو حتى دولة بكاملها، ويمكن لهذا الذبح أن يستمر باعتباره شيئاً طبيعياً في مجتمع يتواجد فيه مسلمون كأقلية أو كأغلبية.
أتمنى ألا نضيِّع الآن الوقت في النقاش حول «ظلم» الآخرين لنا عندما يتهموننا بالإرهاب والعنف والقسوة، فمن الصعب أن نسمى ما تفعله «داعش» أو «النصرة» أو «بشار» وأمثالهم شيئاً غير ذلك. بدلاً من هذا، أتمنى أن تسارع منظمة التعاون الإسلامي وجميع الدول الإسلامية وكل الهيئات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى نجدة هؤلاء الناس المساكين الذين يواجهون القتل الشنيع وتبني قضيتهم ووقف المجازر.
هؤلاء القتلى هم بشر قبل أن يكونوا مسلمين أو غير مسلمين، وتستطيع منظمة التعاون الإسلامي أن تستنهض همة المجتمع الدولي عن طريق المنظمات الدولية المختلفة وخاصة منظمات حقوق الإنسان لوقف المجازر البشعة. صحيح أن هذه المجازر تحدث في مجاهل أفريقيا التي لا يهم أمرها أحداً، لكن الأفارقة بشر! كلهم بشر، سواء المسلمين أو النصارى أو الوثنيين، لهم أطفال وأسر وأحلام وتطلعات مثل البشر الذين يعيشون في أي مكان آخر من العالم، ويجب نجدتهم ومساعدتهم سريعاً.