الجزيرة - على بلال - سفر السالم / تصوير - حسين الدوسري:
كشف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامَّة للسياحة والآثار عن أن الموقع السياحي والمعروف بـ»نهاية العالم» ووادي الحيسية سيصبحان متنزهًا طبيعيًا متكاملاً لسكان أهالي العاصمة.
وقال سموه لـ«الجزيرة» عقب تدشينه أمس مشروع تطوير قرية سدوس التاريخية بالعيينة: إن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وهيئة تطوير مدينة الرياض تبنيا فكرة الموقع وصدر فيها قرار بالمحافظة عليها بالكامل، مشيرًا إلى أن المنطقة تمتد عشرات الكيلومترات وهي جبل مطل على جبل طويق، سيتم تحويلها إلى متنزه طبيعي لسكان الرياض الذي يزيد عددهم عن 6 ملايين نسمة.
وقال سموه: إن هذه المنطقة مطلة على هذه المناظر الجميلة على حافة جبال طويق فلا بد من المحافظة عليها.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن سمو الأمير خالد بن بندر اتخذ قرارًا قويًّا بوقف تنفيذ الكسارات تمامًا، مشيرًا إلى أن الموقع أحد المتنزهات المُتعدِّدة التي تقوم الآن في الرياض وتوجيهات سمو الأمير خالد بن بندر اليوم «أمس» بأن يطور مواقع لخدمات المواطنين مثل تنظيمات جديدة ومخيمات ليكون متنزهًا جديدًا.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن مشروع تطوير قرية سدوس التاريخية مشروع تضامني، فسمو محافظ الدرعية صاحب السمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبدالرحمن آل سعود وأهل الدرعية وأهل سدوس متضامنون، وقال سموه: نحن الهيئة العامَّة للسياحة والآثار ومركز التراث للعمران الوطني وقطاع الآثار متضامنون حتَّى يخرج هذا المشروع متكاملاً، موضحًا أن المشروع لا يهم سدوس فقط بل هو صفحة من صفحات قصص هذا الوطن ونحن سعداء بهذا التضامن والتعاون واليوم نحن قررنا بتوجيهات سمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبدالرحمن آل سعود في توسيع قاعدة المشروع ليشمل ثلاثة مواقع ووضع خطة متكاملة للمحيط للمزارع والمناطق المفتوحة وتقديم فرص استثمارية لأصحاب المزارع والبيوت التاريخية حتَّى تنهض المنطقة، لأن قصة المكان لا يعرفها الناس إلا بعد ما يأتون إليها ولذلك لا بد أن يكون الموقع جاذبًا وأيْضًا بتوجيهات سمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبدالرحمن آل سعود سوف تعزّز ميزانية المشروع حتَّى نسرع المراحل لتنطلق ثلاثة مواقع جديدة في وقت واحد.
من جانبه نوّه معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين، والأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، في تصريح له بمناسبة قيام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامَّة للآثار والسياحة، ظهر أمس الثلاثاء بوضع حجر الأساس؛ لإعادة ترميم وتأهيل القرية التراثية في سدوس، في إطار تبني خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله- لمشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري للمملكة- نوّه بما حظيت به سدوس وكافة الأنشطة والبرامج والفعاليات المتعلقة بآثارها وتاريخها من دعم واهتمام من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامَّة للآثار والسياحة، على جهوده المبذولة؛ وتفعيل مبادرته العمرانية لانتقال المباني التراثية من كونها (آيلة للإزالة) إلى كونها ثروة (قيمة مضافة للنمو والاستثمار)، مشيرًا إلى برامج الهيئة العامَّة للسياحة في ظلِّ التنوع في المصادر التراثية والأثرية والسياحيَّة ونجاحها حتَّى الآن في تحويل نحو 70 موقعًا في المملكة العربيَّة السعوديَّة؛إلى مواقع تراثية متميزة؛ فضلاً عن تبنيه جائزة عالميَّة للحفاظ على التراث، معربًا عن تقديره العميق للجهود الكبيرة التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض؛ وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض؛ لدعمهم ومتابعتهم الدائمة كافة الأعمال المتعلقة بمحافظات ومراكز منطقة الرياض؛ ما يعكس اهتمامهم بمواصلة أعمال التطوير وإطلاق المرحلة المقبلة من الإنجازات؛ مشيرًا إلى أهمية المحافظة على القرى التراثية وهياكل التراث العمراني؛ لأهميتها الحضارية والاجتماعيَّة بوصفها وثيقةً ثراثيةً وأثريةً وتاريخية تسرد واقع الأجداد وتدون حياتهم، موضحًا أن أهمية التراث العمراني في مناطق المملكة تنبع من أهمية من عاشوا في هذه الأماكن التاريخية وسطّروا قصصًا وأعمالاً بطولية، متحدين قسوة الطّبيعة.
ووصف معاليه إعادة تأهيل سدوس وغيرها من القرى التراثية التي تضطلع بها الهيئة العامَّة للآثار والسياحة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية؛ وأمانة منطقة الرياض؛ والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض- بالمبادرة الوطنيَّة الرائدة للعناية بمضمون هذه الآثار، التي تأسست على القيم الرفيعة والأخلاق العالية، التي تميّز بها الأجداد وتجلّت خلال هذه البيوت التراثية والتاريخية، معاني الكرم والصدق والوفاء، والفروسية، علاوة على ما تحتويه وتضمه من قيم تراثية وحضارية وتاريخية أصيلة.
وأكَّد ابن معمَّر على أن تدشين تأهيل قرية «سدوس»، بما تحويه من تراث معماري أصيل، في منطقة نجد، يبرز المباني وأنماط حياة الإنسان في المنطقة والموروث الثقافي ودور المبنى في الحياة الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة- يؤسس للنقلة التطويرية المرتقبة في سدوس التاريخية؛ وإبراز عناصر التراث غير المادي المتمثلة في العادات والتقاليد والسلوكيات المجتمعية ذات العلاقة بالتراث العمراني في منطقة نجد، ممثلة في «قرية سدوس» التي تشكّل نموذجًا لدراسة العمارة في وسط المملكة العربيَّة السعوديَّة؛ وواحدة من أجمل القرى الأثرية ذات الأَهمِّيّة الكبيرة فيها نظرًا لما تحتويه بيوتها من عناصر فريدة وزخارف تعود إلى ما قبل القرن الثاني عشر الهجري، كما تُعدُّ حصنًا من الحصون القديمة ونموذجًا لأصغر قرية متكاملة مسوّرة ليس في المملكة فحسب بل ربَّما في الجزيرة العربيَّة بأسرها؛ امتدادًا لاهتمام الدَّولة بالعناية بالتراث الوطني، وشاهدًا على ما حظيت به من اهتمام بتاريخها وإسهامات أهلها الكرام في بناء الوطن؛ ما يوعي النَّشء بأهمية التراث العمراني لنجد المتميزة بغنى وتنوع تراثها المعماري؛ وإبراز العلاقة بين التراث العمراني والسياحة، إضافة إلى تهيئتهم وتأهيلهم وتعريفهم بالطرائق التقليدية في البناء والزخرفة.
وقال: إن سدوس وأهلها، يقدّرون، بعظيم الولاء والإخلاص، عناية ولاة الأمر بقريتهم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظه الله- ويعتزون بالنقلة النوعية التي وصلت إليها وعنايتهم بالتراث الوطني، في جميع مناطق المملكة.
وفي ختام تصريحه؛ رفع معاليه، أسمى عبارات الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لرعايته الكريمة وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع؛ وصاحب السمو الملكي الأمير، مقرن بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين؛ كما رفع خالص شكره وتقديره إلى صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز، وزير الشؤون البلدية والقروية؛ وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامَّة للسياحة والآثار، على دعمهما ورعايتهما لهذه المشروعات التاريخية، خاصة أن هذا المشروع، الذي حظي بدعم وزارة الشؤون البلدية والقروية لبرنامج الهيئة العامَّة للآثار والسياحة، كان لهما أكبر الأثر في إنجاحه..؛ فلهم ولجميع من ساهم في اعتماد هذا المشروع كل الشكر والتقدير.
كما يقدم أهالي سدوس خالص شكرهم لصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد الله بن عبدالرحمن محافظ الدرعية على دعمه ومساندته.