ليس معنى الوجود في الحياة أن يتخذ المرء لنفسه فيها نفقاً يتصل أوله بباب مهده وآخره بباب لحده ثم ينزلق فيه انزلاقاً من حيث لا تراه عين ، ولا تسمع دبيبه أذن ، حتى يبلغ نهايته كما تفعل الهوام والحشرات والزاحفات على بطونها من بنات الأرض.. وإنما الوجود قرع الأسماع واجتذاب الأنظار وتحريك أوتار القلوب واستثارة الألسنة الصامتة وتحريك الأقلام الراكدة وتأريث نار الحب في نفوس الأخيار وجمرة البغض في قلوب الأشرار..فعظماء الرجال أطول الناس أعمارا وإن قصرت حياتهم ، وأعظمهم حظا في الوجود وإن قلت على ظهر الأرض أيامهم.