مقدمة: علم الإدارة هو أحد العلوم الإنسانية الحديثة، وقد اهتم بالطريقة المثلى للقيام بالأعمال في المؤسسات العامة منها والخاصة.
ويمكن تعريفه بأنه: مجموعة القواعد والمبادئ العلمية التي تهتم بالاستخدام الأنسب للموارد من قِبَل المؤسسات لتحقيق هدف المؤسسة بأقل وقت وجهد وكلفة ممكنة ويوجد في علم الإدارة عدة مناهج وأحد أبرز المناهج الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية الإدارة بالأهداف: هو المبدأ الذي يركز على كيفية تحقيق المؤسسة لأهدافها، ويعتمد هذا الأسلوب على المشاركة وحس العلاقات بين المديرين والمنفذين. ويبدأ بتحديد الأهداف والوسائل التي تساعد في تحقيقها.
مما تقدم يظهر لنا البون الشاسع بين ما هو مطلوب وما هو كائن في المنظومة الرياضية بأسرها بشكل عام وفي الأندية بشكل خاص ومثالنا وقضيتنا نادي الهلال، فالمتابع يرى أن العمل الإداري بنادي الهلال مبني على قاعدة الاجتهاد الفردي البعيد عن الرؤية الواضحة والاستراتيجية المبنية على ما هو ممكن وما هو متاح.
فعلى سبيل المثال لا الحصر عند تشكيل أول مجلس إدارة برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد وُجد أشخاص ليس لهم علاقة بالأهداف والمضمون لتسيير كفة مؤسسة رياضية شامخة على مستوى القارة، قد يكون أولئك الأشخاص على قدر كامل من المسئولية في تحمل أعباء مجالات تخصصهم ولكنهم ليسوا بالضرورة قادرين على التعاطي مع أدوات خارج نطاق تخصصهم، وهنا كان الخلل فكان من الأولى اختيار أشخاص يملكون الأدوات والخبرة الكافية والممارسة لضمان تحقيق الأجواء المناسبة كي يستطيع النادي ومسيروه تحقيق الأهداف الموضوعة.
مثال آخر التعاطي الإعلامي الغريب والذي بلا شك غرد خارج سرب العمل المؤسسي المنظم فوجدنا إدارة الهلال بخطوة تعد الأغرب في تاريخه تتعاطى إعلامياً بشكل محير مع من لا يخدمون أهداف مؤسستهم، فرموا بكل ثقلهم ووطدوا العلاقة الإعلامية مع الأشخاص الخطأ، فبدلاً من التعاطي مع من يهمهم نجاح الهلال ودوام تفوقه وجدناهم وبخطوة تثيرعلامات استفهام وتعجب يثقون ويستأمنون ثلة من الإعلاميين الذين في أحسن أحوالهم لا يتمنون نجاح الهلال بل لا أتجنى إن قلت: إنهم من كارهيه، وحاولوا دوماً كسب ودهم بطرق مختلفة، بينما من هم محبو الكيان وحريصون عليه تم تهميشهم وإبعادهم بالإهمال تارة وبالتوبيخ أخرى وبقاعدة نحن أدرى.
آلية اختيار المدربين واللاعبين الأجانب لم تكن إطلاقاً مناسبة للعمل الاحترافي المطلوب للحصول على أفضل النتائج المتوخاة وتحقيق الأهداف المرجوة (نستثني اختيار المدرب جريتس فقط) فهي كانت خاضعة لسياسة الممكن وليست سياسة الأفضل والأكمل، وكلفت ميزانية النادي مبالغ خيالية قياساً بالنتائج التي تحققت.
ومن أهم أدوات نجاح أي مؤسسة قدرته على التواصل مع جمهورها بشكل إيجابي يعزز روح المنظومة الداخلية ويشحذ هممها وهذا مفقود تماماً بين الهلال وجمهوره في فترة رئيس الهلال الحالي الأولى والثانية، فالنادي مغلق في وجه محبيه، واللاعبون كأنهم محاطون بأنابيب اختبار معزولين عن الجماهير، وفقدوا الإحساس بجذوة الحماس وحدث ولا حرج عن نتاج هكذا عمل.
القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب مفقودة ففي الصيف الماضي وبعد المستويات الهزيلة والخروج الآسيوي المذل وبدلاً من اتخاذ القرار الصائب والأمثل باستقالة الإدارة بعد فشلها في تحقيق الأهداف التي وضعتها، مثل هكذا قراركان منتظراً وهو من صلب الشجاعة الأدبية وهذا للأسف لم يحدث، كان من الممكن على أقل الأحوال إعادة تشكيل مجلس إدارة على مستوى يرضي ويحقق أهداف زعيم القارة وتغيير السياسة الإدارية والإعلامية والفنية السابقة التي لم تجر على النادي إلا الحسرة وهذا أيضاً لم يحدث.
وللأسف فكرت الإدارة بأن زمن المعجزات قد يعود لينقذها مما هي فيه ووضعت كل آمالها بأن تقامر باختيار الابن البار كمدرب للفريق وهو لا يزال عودة رطب في مجال التدريب فاختارت المغامرة والمقامرة بدلاً من الاختيارين السابقين التي كان لزاماً عليها اتخاذ أحدهما وكانت المحصلة التي للأسف لا تسر محبي الكيان وأصابتهم بخيبة أمل كبيرة، وهذا نتاج طبيعي للعمل الإداري العشوائي الذي يقوم على قاعدة شدوا حيلكم بعيداً عن التمسك بأدوات النجاح الحقيقية.
خلاصة.. يا رئيس الهلال الصيف ضيعتَ اللبن.