لا أحد ينكر بأن هذا الموسم مختلف جدا عن المواسم الـ20 الماضية، من حيث المتابعة والإثارة التى ارتفعت إلى الحد الاقصى وخاصة بعد حصول فريق النصر على كأس ولي العهد وتصدره ترتيب الدوري ومطاردة الهلال له, ولعل فريق الفتح كان فاتحة خيرعلى جميع الفرق بعد تتويجه بدوري زين في الموسم الماضي.
ومن أسباب الإثارة في دوري جميل وهي حقيقة لا يمكن إنكارها أبداً التنافس القوي بين الجارين الهلال والنصر او النصر والهلال وهما حقيقة يكفيان لصنع كل شيء في الدوري حتى وإن غابت بقية الفرق، وخير دليل على هذا الواقع مع اختلاف الإمكانات ما نراه في الدوري الإسباني على وجود دوريين منفصلين في دوري واحد بين ريال مدريد وبرشلونة وفي غياب لبقية الفرق، مما أعطى هذا الدوري متابعة كبيرة من جميع أقطار العالم العاشق لميسي والدون كريستيانو.
توهج النصر وتسلم سامي الجابر لدفة تدريب فريق الهلال هذا الموسم اعطيا الدوري قيمة لم تكن في الحسبان، يتجلى ذلك ما يدور في أروقة المجالس والمكاتب ووسائل الاتصال الاجتماعي إضافة إلى ان مدرجات الدوري لم تحظ بهذا الحضور منذ زمن بعيد.
انقسمت الآراء الهلالية بين مؤيد ومعارض للكوتش سامي الجابر، فبعض منهم وحسب المثل الشعبي الشهير «أول الفوح كبه» بما ان هذا الموسم هو الأول للكوتش رأت عدم محاسبته ومطالبته بأي نتائج أو بطولات في حين ان محاسبته الحقيقية تبدأ من الموسم المقبل, وتماشيا مع ما حدث مع مدربين عالميين في اولى مواسمهم التدريبية مع أي فريق يقودونه كالسير فيرقسون الذي قضى ستة مواسم مع مانشتر يونايتد دون الحصول على بطولة واحدة ولكنه اعاد صياغة فريق لا يقهر اعتلى قمة الكرة الإنجليزية في عشرين سنة وتخطى فريق ليفربول في عدد البطولات الإنجليزية، وقابل لأول مرة ريال مدريد النادي الأعرق في أوروبا وحصل على ذات الأذنين الكأس الأوروبية من أمامه، والظاهرة مورينهو الذي يعتلي قائمة افضل المدربين في الوقت الحالي فمسيرته المهنية في كل من أندية تشيلسي وانتر ميلان وأخيرا ريال مدريد وقبل ان يعود إلى لندن من جديد لفريق البلوز كل هذه الأندية لم يحقق معها شيء يذكر في أولى مواسمه التدريبية معهم والأمثلة على ذلك كثيرة.
أما القسم الآخر من الجماهير فهي باركت في البداية ولم يكن لديها اعتراض على تسلم الجابر القيادة الفنية ولكنها في نفس الوقت لا ترضى بأقل من الذهب في كل موسم وزاد الامر سوءا بتصدر النصر وازداد أكثر بحصول النصر على بطولة ولي العهد امام الهلال وبقيادة الجابر مما جعلها تعيد النظر في احقيته في تولي المهمة التدريبية مع اعترافها بحقه المشروع في ذلك ولكن ليس على حساب الفريق المتزعم لأندية آسيا ببطولاته، وأعتقد انه لو كان فريقا غير النصر لكان الأمر اقل وطأة على الهلاليين وتقبلوا الامر بأريحية.
وفي رأيي الجابر يملك الفكر التدريبي ولديه قراءة فنية داخل الملعب ويتميز بإقفال الثغرات الموجودة في فريقه إلا انه في احايين كثيرة لا يستطيع احداث أو استغلال لأي ثغرات في الفرق التي تواجهه وخاصة التي تلعب بخطط دفاعية اما لعدم معرفته بكيفية التعامل معها أو انه محصور بأدوات مجبر عليها وعدم توفير البديل الناجح، كما ان الجابر لم يتعلم من مباراة الرائد في الدور الأول وان يعيد النظر في طريقة تعامله مع اللاعبين وأن يضرب بيد من حديد في ظل تباين وهبوط مستوى بعض فكل ما ذكرت أخطاء وقع فيها الجابر وهو بلا شك يتحملها وحده، إلا أنني أجد له العذر في عدم مساندة الإدارة الهلالية له وخاصة الرئيس الذي غاب طويلا عن المشهد الهلالي وقبلها عدم دعم الفريق بانتدابات قوية تدعم صفوف الفريق وتفويته لصفقات كانت قريبة او في متناول اليد لأسباب لا يعلمها إلا وحده هو مع انه في تصاريح سابقة وبإيمان منه بأن الفريق البطل هو من يمتلك دكة احتياط توازي الأساسيين، كما ان غياب المواهب الشابة في الدرجات السنية تعتبر أحد الأسباب التي اثرت على التشكيلة الهلالية وقبلها على خزينة النادي.
عبدالرحمن بن مساعد لا يختلف احد على دعمه المادي ولكنه في الموسمين الآخرين رفع راية الملاءة المالية مع وجود داعم وشريك إستراتيجي للفريق لم يكن فريق الفتح بحاجة لمثله ليكون بطلا في الموسم الماضي، ومن المعروف ان من وظائف الإدارة «التخطيط، التنظيم، التوظيف، التوجيه، الرقابة» والتي تعتبر جميع هذه العناصر غائبة عن الهلال هذا الموسم ولم يبق من هذا العلم إلا التفويض بجميع الصلاحيات للمدير الفني باستثناء الأمور المالية ولا نعلم ما هي الصلاحيات الممنوحة له والتي يقصدها الأمير الشاعر والتي أعطيت للجابر ولم تعط لجريتس المدرب السابق.