في المملكة المتحدة تم تجريب فكرة تركيب كاميرات في الفصول، وذلك في إطار دعم جهود الإشراف التربوي لتطوير أداء المعلمين، المقصود هنا أن الدرس الذي يقدمه المعلم - بكل ما يجري فيه من أحداث وتفاعلات وفنون تدريس - يتم تسجيله بالفيديو ليطلع عليه لاحقاً المعلم والمشرف التربوي. تخيلوا لو أن هذه الفكرة كانت مطبقة لدينا، هل كنا سنشاهد معلماً يمضي كامل الدرس في برمجة جواله (كما روى ذلك لي مسؤول تعليمي في المنطقة)، وهل كنا سنشاهد معلماً في الصف الأول الابتدائي وهو يحلق ذقنه في مؤخرة الفصل في إحدى القرى التابعة لمنطقة المدينة المنورة. كثير من المعلمين يحرص على إحكام إغلاق باب ونوافذ فصله طلباً للستر غالباً. عندما يغلق المعلم باب فصله فالله وحده الذي يعلم ما الذي يجري داخل الفصل، خصوصاً إذا ما علمنا أنه غالباً لا فرق في عين النظام بين معلم مبدع يحقق كل أهداف المهمة الموكلة إليه ومعلم آخر يترك الدرس جانباً ويتفرغ لأجندته الخاصة. عندما تطبق فكرة تركيب كاميرات داخل الفصول سيحرص المعلمون أن يقدموا أفضل ما عندهم وستختفي المشكلات السلوكية الطلابية. بوجود الكاميرات داخل الفصول يتمكن المشرفون التربويون من مشاهدة تسجيل الدروس وبالتالي توجيه المعلم وتقييم مستوى أدائه. كالعادة قد نعترض ونثور وندعي أن التصوير داخل الفصل فيه اختراق لخصوصيات الغير، الفصل ليس مكاناً لممارسة الخصوصية.