عدة ثقافات وقناعات هلالية راسخة ومترسخة في فكر الهلاليين، غرسها رجال الهلال الأوفياء القدماء عندما بذروها وثبتوا جذورها في نفوس وفكر لاعبي وجمهور الهلال؛ حتى دفعت بالهلال إلى حصد العديد من البطولات وقادت الهلال إلى تبوؤ زعامة الإنجازات ألا وهي (ثقافة الهلال أولاً) التي كانت دائماً وأبداً هي شعار جميع الهلاليين.. لكن في السنوات الأخيرة اندثر بعض من تلك المسلمات الهلالية وأضحت من الماضي الجميل في تاريخ الهلال المجيد، بعدما حضرت إدارة الهلال الحالية واقتلعت العديد من طموحات الهلاليين، واستأصلت الكثير من قناعاتهم وأسهمت في تشتتهم وتشرذمهم؛ حتى تحول البعض من جمهور الهلال من الانتماء (للكيان) إلى مشجعين ومنتمين (للأفراد)، في تحول كبير وتغير خطير ابتلي به الهلال في هذا الزمان!!.
فالهلاليون تخلوا عن أهم صفاتهم وتمردوا على إحدى مزاياهم ألا وهي وحدتهم، فأصبح (الانقسام) سمة من سمات الهلاليين في الفترة الماضية بشكل واضح، بفضل وجود وتداخل العمل الرسمي في الهلال بين إدارة النادي برئاسة الأمير عبد الرحمن بن مساعد وبين الإدارة المشرفة على الفئات السنية في الهلال برئاسة الأمير بندر بن محمد الذي أدى إلى إنشاء مدرجين مختلفين ومتنافرين في النادي الواحد؛ بفضل غياب ثقافة (الهلال أولاً)، فصار كل مدرج يبرر ويدافع عن ممثله وينتقد ويهاجم المدرج الآخر لإسقاطه والضحية بين هذا وذاك كيان الهلال!!.
ولم يقف بعض الهلاليين عند هذا الحد بل تجاوزا إلى استعدادهم للتضحية بالبطولات وتقديم ضياعها فداء وقرباناً للأفراد والرموز في الهلال في تصرف حدث غريب على تركيبة كيان الهلال؛ بسبب غياب ثقافة (الهلال أولاً)، عندما أصيب الهلاليون بالحيرة والارتباك في تحديد أولوياتهم واثر على تعاطيهم فيما وصل إليه حال فريقهم، فأصبح جمهور الهلال وعلى غير العادة يتقبل مركز الوصافة برحابة صدر بحجة أن هذا الموسم هو الموسم الأول للمدرب سامي الجابر ويرضى ويقتنع بتأهل فريقه للمباراة النهائية على كأس سمو ولي العهد ويعتبره إنجازا وعملا ممتازا لمدرب الفريق سامي الجابر حتى وهو يخسره للمرة الأولى منذ ست سنوات!!.
عموماً ما يحدث في الهلال وبين الهلاليين هو باختصار استنساخ طبق الأصل للفكر الأصفر الملوث الذي دأب على تعظيم الأفراد وتقديس الرموز مقابل تهميش الكيان، وكذلك تضخيم القضايا الصغيرة وتجاهل مشكلات الفريق الفنية والاستجابة لمن يريد أن ينقل الأحداث إلى خارج الملعب وكثرة الحديث عنها لتغطية إخفاق وفشل الفريق داخل المستطيل الأخضر وأخشى أن يبتعد الهلال عن البطولات لعدة سنوات إذا أصر واستمر الهلاليون على هذا التحول والتغير في فكرهم وثقافتهم، وظل من يغذي وينمي هذا التوجه الخطير بين الهلاليين رئيساً على ناديهم، فتصبح البطولات على الهلال عصية كما تم ترسيخ وتكريس أن الآسيوية صعبة قوية!!.
النصر والشريك الاستراتيجي!
فهم النصراويون (الدفع الرباعي) الذي وجدوه من التحكيم في دور جميل بطريقة خاطئة، وحصدوا بفضله عدة نقاط غير مستحقة كان آخرها النقاط في مباراة الاتفاق الجمعة الماضية، فأرادوا أن يتعاملوا معه بنفس الطريقة وذات الأسلوب مع ناديهم في هذا الموسم في بقية شؤونه، وذلك بعد أن قفزوا وبطريقة مثيرة في عدد بطولاتهم من (21) بطولة بعد تحقيق فريقهم بطولة كأس سمو ولي العهد إلى (40) بطولة!!.. وهو ذات الأمر الذي تكرر في تعداد حضور جمهور النصر للمباريات عندما زعموا أن حضور مباراة فريقهم أمام فريق الفيصلي تجاوز (45) ألف مشجع الذي لا يمكن أن يكون صحيحا، حتى وإن صادقت عليه شركة صلة ووقع عليه مندوب رابطة المحترفين؛ لأنه ببساطة مستحيل يكون أكثر من حضور مباراة الهلال والنصر ولا سيما أن جمهور الفريقين ملأ جنبات الملعب ومع ذلك أعلن عن عدد الحضور (40) ألف مشجع تقريباً!!..
أفهم وأتفهم رغبة النصراويين الجامحة في البحث عن (شريك استراتيجي) بعد رفض الكثير من الشركات التوقيع ورعاية نادي النصر، ولكن ليس بهذه الطريقة الفاضحة عن طريق بث أخبار كاذبة كالتي روجت أن موقع الفيفا توج النصر كثاني أفضل وأجمل جمهور في العالم، لان بمثل هذه التصرفات الخاطئة تشوه العمل النصراوي الجيد خلال هذا الموسم، ويفقد النصراويين مصداقيتهم لدى الشركات الاستثمارية التي تعتمد على أرقام ودراسات موثقة على ارض الواقع!!.. على كل حال كما أشدنا بعمل رئيس نادي النصر (الرمز الحقيقي) الأمير فيصل بن تركي وتأثيره الإيجابي على نتائج وأداء فريقه إلا أنه بالوقت نفسه استغرب منه أن يستجيب للنصراويين المحتقنين، ويقبل أن يبحث عن شريك استراتيجي عن طريق الاستنقاص من ناديه من خلال أرقام وأخبار غير صحيحة وبمساعدة من شركة يبدو أنها استسلمت للضغوط ورضخت للمطالب النصراوية، فأصبحت تضع أرقام حضور الجمهور على طريقة ما يطلبه النصراويون في تصرف بعيد عن الاحترافية ومناف للمصداقية!!..
بكل تجرد
في موسم سقوط الأقنعة أبت المهنية الإعلامية إلا أن تفضح المتطفلين عليها ومدعيها، وتكشف سوأتهم وسريرتهم أمام الملأ وتفضح توجهاتهم وتناقضاتهم للجميع، عندما حولوا برامجهم الرياضية إلى دكاكين للبضاعة الفاسدة والكاسدة التي لا يصدر منها وعنها إلا التعصب المقيت، من خلال استغلال منابرهم للإساءة للمخالفين التي وصلت إلى تمرير العنصرية المقيتة ضد أحد رموز كرة القدم السعودية في تصرف وموقف اقل ما يقال عنه انه عجز وضعف ولا يمت للمهنية بصلة!.