كشفت وزارة التجارة أن مصانع المكيفات المحليَّة بدأت الإنتاج وفقًا للمواصفات القياسية المحدثة وببطاقة كفاءة الطاقة التي تلزمها بالحد الأدنى ثلاث نجمات لمكيفات الشباك وأربع نجمات لمكيفات الاسبليت.
وقالت الوزارة أنها ستراقب خطوط الإنتاج في هذه المصانع للقضاء على المكيفات المخالفة للمواصفات الجديدة وأعلنت في بيان لها أمس أن عدد أجهزة التكييف التي صادرتها منذ البدء في تنفيذ حملة التطبيق الإلزامي لبطاقة كفاءة الطاقة بلغ أكثر من 50 ألف جهاز تكييف من مختلف الأنواع في الأسواق والمخازن والمستودعات، وحذّرت الوزارة المؤسسات والشركات والموردين من مغبة تسويق المكيفات المخالفة لبطاقة كفاءة الطاقة وعدم الاحتفاظ بها في المستودعات والمخازن والمسارعة بالإفصاح عنها وتحديد أنواعها وموديلاتها وكمياتها. ودعت الوزارة عموم المستهلكين التعاون معها والإبلاغ في حال عدم وجود بطاقة كفاءة الطاقة على أجهزة التكييف في المحال التجاريَّة، من خلال الاتِّصال على مركز بلاغات المستهلك 8001241616.
وتأتي جهود الوزارة في إطار التنسيق المشترك مع مركز كفاءة الطاقة، وهيئة المواصفات والمقاييس والجودة، والجمارك ، وعدد من الجهات الحكومية المعنية، بهدف تحسين كفاءة الطاقة في المملكة، وتصميم وتنفيذ برامج خاصة لرفع كفاءة الطاقة، وتذليل العقبات والصعاب التي تعترضها.
وكانت هيئة المواصفات قد وضعت عدَّة شروط وضوابط تضمن كفاءة استهلاك الطاقة في الأجهزة الكهربائية، واعتمدت تعديل المواصفة القياسية السعوديَّة الإلزامية رقم (2663 - 2007م) الخاصَّة بمتطلبات بطاقات الطاقة والحدود الدنيا لكفاءة استهلاك الطاقة لأجهزة التكييف.
من جهتهم أشاد مختصون في قطاع الطاقة بتنامي الوعي المجتمعي بخصوص برامج تخفيض استهلاك الطاقة مؤكدين أن الوضع لا يزال يتطلب المزيد من التعريف بأهمية هذا الجانب في ظل ارتفاع فاتورة توليد الكهرباء بالمملكة منوهين بالجهود الكبيرة التي يقوم بها مركز كفاء الطاقة في سبيل نشر الوعي بضرورة تخفيض الاستهلاك. وقالوا إن الكثير من المواطنين لجأوا لاستخدام المكيفات الجديدة وفقا لبرنامج كفاءة الطاقة والذي حدد بأن لا تقل مواصفات مكيف الشباك عن «3نجوم» ومكيفات السبليت «4نجوم» مؤكدين أن هناك تفاعلا كبيرا من قبل المستهلك بالخطوة التي بدأ تطبيقها مؤخرا بالسوق السعودي والخاصة ببطاقة كفاءة الطاقة. وقال عضو مجلس الشورى السابق المهندس سالم المري أن زيادة وعي الجمهور بالاعتماد على بطاقة الكفاءة لأجهزة التكييف سيكون له بالغ الأثر في خفض استهلاك الكهرباء وإنجاح العمل الذي تقوم به الجهات المسؤولة ذات العلاقة في مشروعها الوطني الإستراتيجي الهادف إلى تخفيض استهلاك الطاقة، وأشار المري إلى أنه يعول كثيرا على تفاعل المستهلكين الاعتماد على المواصفات المعتمدة عند شراء أجهزة التكييف والتي أصبحت متاحة بشكل واضح على الأجهزة في بطاقة الكفاءة، وأضاف: بساطة معرفة المواصفات من خلال عدد النجوم وتحديد حد أدنى لها في المكيفات تعد عاملا مساعدا لتشجيع المستهلكين على اقتناء الأجهزة الملائمة بكفاءتها العالية ذات الاستهلاك الاقتصادي بطريقة سريعة وميسرة دون الحاجة لمعرفة التفاصيل التقنية العلمية للأجهزة. ويرى مركز كفاءة الطاقة أن أهمية استخدام «بطاقة كفاءة» تكمن في تعريف المستهلك العادي من المقارنة بين الأجهزة حسب كفاءة استهلاكها للطاقة الكهربائية وذلك بهدف انتشار وتسويق للأجهزة عالية الكفاءة وتجفيف السوق من وجود الأجهزة رديئة الكفاءة كخطوة تستهدف المزيد من التخفيض لاستهلاك الكهرباء بما يعود إيجابا على فاتورة المستهلك في المقام الأول وحجم استخدام الوقود في توليد تلك الطاقة بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية المباشرة والايجابيات المتوقعة على البيئة وسلامتها. وبحسب مركز كفاءة الطاقة فإن ترشيد استهلاك الكهرباء يقلل كمية الاستهلاك المحلي للوقود ويزيد من الكميات المصدرة للخارج وبالتالي ارتفاع معدل الدخل القومي كما أن الترشيد في استهلاك الطاقة يخفض الحمل الذروي للكهرباء ويقلل عدد الانقطاع. ويرى المختصون أن الالتزام ببطاقات كفاة الطاقة لأجهزة الثلاجات والمجمدات والغسالات المنزلية للملابس بالإضافة للمكيفات سيخفض للمستهلك فاتورة الكهرباء وبالتالي تخفيض استهلاك الطاقة بشكل كبير الأمر الذي تترتب عليه مصالحة جمة للمواطن والاقتصاد معا في ظل بلوغ القدرة السعودية الحالية لتوليد الكهرباء 54 ألف ميغاوات والتي تستهلك كميات كبيرة من الوقود الأحفوري من غاز طبيعي وديزل وزيت وقود ونفط خام يصل بمجملها إلى حوالي 1.65مليون برميل نفط مكافئ يومياً. وبهذا فإن فاتورة الوقود لتوليد الكهرباء تقترب من سقف الـ 255 مليار ريال سنوياً. ويرى الاقتصاديون أن موضوع استهلاك وترشيد الكهرباء والطاقة بات موضوعا موضوع مصيريا يهم كل شرائح المجتمع لأن الجميع معنى به. يذكر أن تنامي استهلاك الكهرباء هو موضوع بات يؤرق كل دول الخليج العربي وليس المملكة فقط.