يقول أحد الكتاب الغربيين، كل ما تعرفت في العام الواحد على (3 أصدقاء جدد) من الطبقة الثرية، كلما زاد معارفك للضعف، وسنحت لك فرصة أكبر للتغيير من حياتك نحو الأفضل!.
الصديق (الثري) في نظر هؤلاء هو إضافة تتعلم منه طرق الكسب والربح، وقد ينالك من ذلك شيئاً، فأنت تتنعم معه بماله ومأكله ومشربه، وتسمع منه كلاماً طيباً، وتشم في مجلسه ريحاً عطراً، على رأي المثل الشعب المصري (من جاور السعيد يسعد)، ولكن هل هذه حقيقية؟!.
مع احترامي لنظرية (الخواجة) أعلاه، والمثل إياه، إلا أن لي (رأياً مخالفاً) مبني على التجربة التي لن أجامل فيها أصدقائي من الطبقة (المخملية) وعددهم كثر (شعر رأسي)، فكل من لديه (صديق ثري) يرى دائماً أنه مقصر في المكارم، ومسوف عند الحاجة، فالأصدقاء الأثرياء يشبهون سيارة (الكاديلاك) في المدينة وقت الرخاء والهناء، ويتحولون إلى سيارة (لادا نيفا) روسية الصنع التي لم تصمد في صحاري نجد طويلاً، فتوقف استيرادها!.
ربما كان السبب أن (الهقوات) أو التطلعات للصديق الغني أكبر، بعكس (الصديق الكحيان) الذي يحاول النفخ (ببرطمه)، ولكن عذره الدائم (أنه أشرم) لذا تشكلت هذه الرؤية السوداوية؟!.
الحمد لله أنني أصنف نفسي دائماً من (الطبقة الكادحة) أو (الكوحيتي) طالما أنني أذهب كل صباح لأقبل رأس المدير (7 رؤوس يومياً، والعدد قابل للزيادة) اللهم احفظهم عددا، ولا تُقيل منهم أحدا، وفي نهاية الشهر تتسابق على جوالي رسالتان، الأولى من البنك بخصم (أقساطه الشهرية) فلا خيار لديك للرد لأن المبلغ (طار أصلاً)، والثانية طلبات المدام لأجيبها (خفي مصاريف شوي يا امرأة، عاوزين نشتري بيت، ونغير السيارة، ونؤمن طلبات العيال، ونصيف في باريس)، ولا أعرف من اخترع مقولة (الراتب ما يكفي الحاجة) فها هو صامد في وجه كل هذه الرسائل وغيرها؟!.
الأصدقاء (كالأيام) يوم لك ويوم عليك، وعلى رأي (روبرت كيزاكي) صاحب كتاب الأب الغني والأب الفقير: الأول يعلم أبناءه كيف يجعل المال يعمل لصالحهم، بينما الثاني يعلم أبناءه كيف يعملون لصالح المال؟!.
فانظر ماذا تفعل حتى تعرف أي الأصدقاء أنت؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.