إذا ما استثمرت «غضبة» الشيخ مقتدى الصدر عما يجري في العراق من فشل سياسي وفساد اقتصادي وتفش للرشوة وإشعال للفتنة الطائفية، يكون الشيخ مقتدى الصدر قد أنقذ العراق بل وحتى العرب من فعل القادمين من خارج الحدود..!!
مقتدى الصدر ابن العائلة الصدرية التي تحظى بتقدير وحب العراقيين جميعاً، يعد اليوم أكثر الزعماء العراقيين قبولاً في الشارع العراقي، فالشيعة وبالذات الفقراء منهم الذين يصنفون من أبناء الطبقة الوسطى يؤيدون «السيد» كما أن أهل السنة في العراق لا يكرهونه بل وكثير منهم يوده ويساند خطواته ومبادراته التي استهدفت القضاء على الفتنة الطائفية، فقد شارك الشيخ مقتدى الصدر في الكثير من «صلوات الجمعة» الجماعية، وقَبِل وهو السيد الشيعي الذي يحمل مرتبة علمية كبيرة أن يؤمه شيخ سني، وهو الذي دافع عن العشائر العربية في الأنبار وعن أهل السنة في الفلوجة، وحذر من استغلال الشيعة من أجل كسب سياسي رخيص، وأخيراً أظهر انتماءً عربياً صادقاً عند ما رفض أن يستجيب الشيعة لأوامر نظام الملالي في طهران، وموقفه الأخير من تعليق العمل بالسياسة، وفضحه حكومة المالكي التي وصفها بأنها «أصبحت باباً للظلم والاستهتار والتفرد والانتهاك ليتربع دكتاتور وطاغوت فيتسلط على الرقاب فيقصفها، وعلى الطوائف فيفرقها، وعلى المدن فيحاربها، وعلى الضمائر فيشتريها، وعلى القلوب فيكسرها ليكون الجميع مصوتاً على بقائه».
الصدر أكد في أكثر الاتهامات توصيفاً للحالة في العراق بأن «العراق تحكمه ثلة جاءت من خلف الحدود لطالما انتظرناها لتحررنا من دكتاتورية، لتتمسك هي الأخرى بالكرسي باسم الشيعة والتشيع».
هذا القول الذي يكشف استغلال السياسيين وبالذات نوري المالكي وحزبه «المذهبية» وأهل الشيعة، واستغلال التشيع لنشر الظلم والكراهية والفرقة والفتنة الطائفية لتكريس الدكتاتورية والفساد والرشوة، وهذا ما ينعكس على سمعة الشيعة وعلمائها ولذلك تبرأ الصدر من أفعال هؤلاء السياسيين وبالذات المالكي وجماعته حفاظاً على سمعة عائلة الصدر التي لا يعرف عنها العراقيون سنة وشيعة إلا دفاعها عن العراقيين.
هذا الفعل الشجاع من الصدر يتطلب من كل الشرفاء في العراق وبالذات الذين يتعاطون السياسة دعمه وتفعيل مبادرته للقضاء على الفتنة الطائفية والقضاء على الفساد والرشوة واستغلال المذهبية لدعم السياسيين القادمين من الخارج الذين تربوا في معاقل المخابرات الإيرانية.