{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ}
ما الذي يدفع رجل شرطة لتسريب صور وفيديو عن حادثة قتل هو مسئول عن مباشرتها؟
الحالات استثنائية نادرة ومنها حادثة قتل رجل في المهدية في الرياض.
لكنها تظل وعلى ندرتها حالة إنسانية تستدعي التوقف والتأمل.
..مؤكد أن رجل الأمن أقسم على ميثاق شرف مما يجعله يدرك أهمية المعلومات.
لكن لماذا هذا التعدي؟
ترى هل هي حالة اكتواء بنار الضغينة على رجل مواطن وهب كل شيء لامرأة أخذت منه كل شيء ثم أطلقت عليه رصاصة الموت.
هل كانت غلبة الحمية أكبر وأكثر احتشاداً من ميثاق شرف المهنة.
وأكثر ضغطاً على أوتار القلب بما غيب في لحظة حضور العقل.
زوج سعودي مضرج بدمائه عند سيارته، وزوجة غير سعودية مع أحد أبناء جلدتها يقفان بوضوح بجانب الضحية.
صورة لا تقاوم شهوة النشر والفضح للتحذير وأخذ العظة لا تقاوم رغبة الميديا وشبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من يوميات الناس كالخبز واللبن تماماً.
لا أجد مبرراً لما أقدم عليه رجل الأمن في تسريبه لصور الحادثة، لكن محاولة استقراء دوافعه وانفعالاته تعين على فهم ما هو أبعد من حالة إنسانية.
مسرح الجريمة أدى إلى جريمة معلوماتية وأمنية أخرى.
لحظة خارجة عن السياق الفطري تضيء مثل الفلاش القوي الذي يغيب العقل ويستحضر الرغبة ويقف الشيطان سعيداً يظهر في خلفية الصورة الحزينة.
اللهم إننا نعوذ بك من نزغ الشيطان..