ذكر لنا المرشد السياحي الذي يشرح المعالم السياحية لمدينة قرطبة أن الصرف الصحي لهذه المدينة أساسه من أيام الدولة الأموية في الأندلس «الفردوس المفقود»، منذ ذلك الوقت كان الصرف الصحي ضمن المعطيات الحضارية الأندلسية، قرطبة التي يقول فيها ابن زيدون:
بقرطبة الغراء دار الأكارم
بلاد شق فيها الشبابُ تمائمي
وأنجبني قومٌ هناك كرام.
واليوم وبعد مئات القرون «أم القرى» وفي كثير من أحيائها ليس فيها لا ماء يدخل ولا صرف صحي يخرج من دورها، كيف يكون ذلك؟ إلا أن نقول لقد تدهورت حضارتنا، لم نفقد (الفردوس) فحسب، بل فقدنا عناصر مهمة من حضارتنا. لقد علمنا الغرب من خلال ما ترك أسلافنا من مآثر بناء المباني والدور والقصور والجامعات والشوارع والطرقات، أما اليوم فنلهث للحاق به، وأحياناً نقلده تقليداً أعمى. واليوم يعوزنا التنظيم والانضباطية، انظروا إلينا كيف نقود مركباتنا وكيف نسير في طرقاتنا، بل انظروا كيف نمشي في الأسواق وفي الزحام يكاد بعضنا يدوس البعض الآخر، وحتى في مساجدنا نتخطى رقاب بعضنا وقد نهينا عن ذلك، فكيف آل بنا الحال، أطال علينا الزمان أم جار؟ مالي ألا أن استشهد بجزء من بيت شعر: وما أعجب إلا من عجز القادرين على التمام، كما أعجب منا لعدم الإلتزام!!!