اختار زعماء الاحتجاج في أوكرانيا أمس الأربعاء وزير الاقتصاد السابق ارسيني ياتسينيوك لرئاسة حكومة وحدة وطنية جديدة بعد الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
وأعلن مجلس «الميدان الأوروبي» اختيار ياتسينيوك بالإضافة إلى ترشيح آخرين لوزارات أخرى أساسية بعدما تحدث أعضاء المجلس للحشود في ميدان الاستقلال في كييف.
وتحتاج مقترحات مجلس «الميدان الأوروبي» إلى موافقة البرلمان اليوم الخميس.
من جانبه، أعلن المدعي العام بالوكالة اوليغ ماخنيتسكي أنه تم إصدار «مذكرة توقيف دولية» بحق يانوكوفيتش الملاحق في أوكرانيا بتهم «عمليات قتل جماعية».
وصوّت البرلمان الثلاثاء لصالح مطالبة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بمحاكمته.
وقال ماخنيتسكي في مؤتمر صحافي إن «يانوكوفيتش مطلوب على المستوى الدولي»، من دون أن يوضح أن كانت السلطات قدمت طلبا رسميا بذلك إلى شرطة الإنتربول.
من جهة أخرى، أكد وزير الداخلية الأوكراني الانتقالي الأربعاء حل القوات الخاصة لمكافحة الشغب «بيركوت» التي كان يخشاها المتظاهرون ويكنون لها مشاعر الحقد.
وكتب الوزير ارسين افاكوف على صحفته على فيسبوك «إن بيركوت لم تعد موجودة»، مضيفا «لقد وقعت المرسوم رقم 144 بتاريخ 25 فبراير 2014 المتعلق بحل وحدات الشرطة الخاصة بيركوت».
وكانت هذه الوحدة رأس حربة القمع ضد المعارضين في أوكرانيا ونشرت لها صور وهي تطلق الرصاص الحي على الحشود.
وكان من السهل التعرف على عناصر هذه الوحدة بسبب بزاتهم المختلفة عن بقية وحدات الشرطة التي كانت عليها شارة نسر أبيض (بيركوت تعني النسر الملكي بالأوكرانية).
من جهته، وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوحدات القتالية في القوات المسلحة الروسية في حالة تأهب أمس الأربعاء استعدادا لإجراء مناورات حربية قرب أوكرانيا في أقوى تحرك من جانب الكرملين بعد أيام من التهديدات عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش حليف موسكو.
وتظاهر آلاف الأوكرانيين من أصل روسي الذين يشكلون الأغلبية في منطقة القرم للمطالبة باستقلال شبه الجزيرة التي تستضيف جزءا من أسطول البحر الأسود الروسي.
واشتبكوا مع متظاهرين معارضين معظمهم من أقلية التتار المؤيدين للسلطة الجديدة في كييف.
ونددت موسكو بما قالت إنه صعود «للمشاعر الوطنية والفاشية الجديدة» في المناطق الغربية في أوكرانيا التي تسكنها أغلبية تتحدث الأوكرانية وقالت إنه يجري حرمان المتحدثين باللغة الروسية من حقوقهم.
وحثت الحكومات الغربية موسكو مرارا على عدم التدخل في أوكرانيا. وقال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند حين سئل عن المناورات التي يجريها الجيش الروسي قال إن لندن ستتابع أي نشاط عسكري روسي. وأضاف «سنحث جميع الأطراف على أن يتركوا الشعب الأوكراني ليسوي خلافاته الداخلية ثم يحدد مستقبله بدون تدخل خارجي».
من جهتها دعت الإدارة الأميركية «الفاعلين الخارجيين» إلى الامتناع عن أي «استفزاز» في الأزمة الأوكرانية.
واعتبر ذلك إشارة واضحة إلى روسيا التي كانت أعلنت أنها اتخذت إجراءات عسكرية في المنطقة.وقال مساعد المتحدث باسم الرئاسة الأميركية جوش ايرنست «نحن نحث الفاعلين الخارجيين في المنطقة على احترام سيادة أوكرانيا ووحدتها الترابية وإلى إنهاء الأعمال والتصريحات المستفزة وإلى دعم هياكل الحكومة الانتقالية التي قامت بشكل ديمقراطي».