المثل يقول (المال السايب يعلم السرقة)، ومثله يُقال (المطبخ المفتوح.. يدخله الجائع) لذا لن نستغرب أن الإسرائيليين يحاولون سرقة الهوية العربية (بمجمل مفرداتها) بما في ذلك المطبخ الفلسطيني واللبناني!.
قبل عدة سنوات حاول الإسرائيليون (عيني عينك) فبركة (هوية مصطنعة) لهم من خلال نسب الفلافل والحمص لما يسمى (المطبخ الإسرائيلي)، وأنهم أول من ابتدعه وصنعه، لذا كانت هناك محاولات لصنع أكبر صحن (حمص عربي)، وأكبر قرص (فلافل عربي) بهدف توثيق هذه الأكلات ضمن الموسوعة العالمية (كأكلات عربية بامتياز) لتحفظها الأجيال القادمة، حتى لا تؤكل كما أوكل (الثور الأبيض) أو تسلب كما سلبت أرض العرب!.
لننظر (للخبز الألماني) حيث يجاهد اتحاد (الخبازين الألمان) إلى تدوين الخبز الألماني ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي (لليونسكو) ليمثل الموروث التقليدي هذا العام، بهدف حفظ هذا التراث من الضياع والنسيان مع خروج (مخابز آلية حديثة)، هناك تقاليد أخرى تسعى للمنافسة مثل (العلاج بالبكتيريا) وهو تقليد شعبي ألماني، وكذلك أصحاب (دق الحنك الألمان) وهم أصحاب الروايات والقصص والأساطير المسلية، الذين بدأ سوقهم في الانحسار مع انتشار وسائل التواصل والتسلية!.
قبل (سنتين) تقريباً أطلقنا في اليونسكو بباريس (ثلاثة أيام ثقافية سعودية)، كنا نعتقد أننا أحدثنا فرقاً في تعريف العالم بنا وحفظ تراثنا، بطريقة مختلفة للمرة الأولى منذ كنا مؤسسين في المنظمة العالمية العام 1946م، إلا أن الواقع أننا ذهبنا إلى باريس لنرقص العرضة (بالسيف) ونقدم المرقوق والكبيبة للفرنسيين، ونذيقهم الكبسة والمثلوثة السعودية، دون أن ننجح في توثيق هذه الثقافة السعودية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي (لليونسكو)!.
الحرفيون والمهنيون والمشتغلون في التراث يتغيرون يموتون وينتهون، والأوطان والتراث هما ما تتوارثه الأجيال، لذا يجب أن نُسّرع من خطوات تسجيل تراثنا وثقافتنا ومطبخنا وأزيائنا في اليونسكو حتى لا تمتد إليها يد (عابثة) تنسب هذا الموروث لها، ويكفي أن تلتفت فقط إلى بعض دول الجوار لتكتشف أن أكثر ما يتباهون به كموروث شعبي لديهم، هو في الأصل ثقافة سعودية خرجت من قلب نجد، وها هم أبناؤنا يعيدون استيرادها وينسبونها للآخرين؟!.
مش حكي (بِسّم البدن)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.