نسج حرفه بحب للوطن، وطرز قصائد خالدة في عشق تراب الوطن، فتغنت بقصائده أعذب الأصوات وطَرِب بها قامات الغناء، عشق الطائف وكتب بإيقاعه وموروثه الحجازي العريق فتميز، وكان ابن الطائف البار ومحب الوطن الهائم، على مدار أكثر من 25 عاما كتب الشاعر الغنائي يوسف رجب الكثير من القصائد الغنائية, غُنيت له منها أكثر من سبعين قصيدة بصوت أكثر من خمسة عشر مطرباً ومغنياً من أبرزهم (فوزي محسون طلال مداح محمد عبده عبادي الجوهر وعلي عبدالكريم عبدالله رشاد... والقائمة تطول... فإيقاع كلماته وعمق معانيها وصدق إحساسه كانت مدعاة لطلب الكثير على قصائده، بل تعدى إغراء حرفه عند البعض للسطو على قصائده ونسبها لهم، مستغلين تسامحه وطيبة قلبه وعمق فلسفته في مثل هذه المواقف، فعندما سألته ذات لقاء لماذا لا تغضب وتطالب وترد على من يسرق كلماتك؟ فكان رده بإيجاز وشموخ الواثق لو لم يجدوا عندي شيئا قيم يستحق التقدير وعجزوا عن الوصول إليه بفكرهم لما تجرأوا وسرقوه... عزة نفس ورقي وتسامح أجبرت من عرفه بحق وعن قرب في سنين مضت بأن يبادر ويستعيد ما سُلب من قصائده فكان لقلم فهد رده الحارثي موقف من سنوات نافح عن كلمات وقصائد يوسف رجب وخاض معارك صحفية ليستعيد ما سلب من حرفه.
يوسف رجب عاش في الظل وأبدع من الهامش وتغنى بحب الوطن بصوت شجي وحرف ندي، وهاهو يعود بصمت للهامش ويسكن الظل في دار الرعاية الاجتماعية بالطائف بعد أن أعياه المرض والفقد فلم يجد من يعينه على الوحدة وجفاوة الزمن وهجر الأصدقاء، فذهب باختياره تاركاً مساحة الحرية خارج أسوار دار الرعاية ومكتفياً بحريته الداخلية، وأمام غياب أصدقائه ممن تغنوا بكلماته وشدوا بألحانه، وصمت وغفلة وزارة الثقافة والإعلام عن المهمشين من مبدعي الوطن، جاءت لفتة محافظ الطائف إنسانية وداعمة ليوسف رجب مادياً ومعنوياً وكانت حانية من مسؤول حاني.
ولكن إلى متى التهميش والتجاهل هو جزاء المبدعين في ثقافتنا وإلى متى تتنكر المؤسسات الثقافية والفنية لمبدعينا ويبقى إبداعهم يضخ بحب من الهامش... أسئلة تقودنا لألم.. لعلنا نغسله بإبداع وكلمات في حب الوطن ليوسف رجب وغناها محمد عبده:
مالي على الحب اعتراض
ومالي على قلبي دليل
يوم ناظرت الرياض
مسكن الود الجميل
مربى السعادة الوارفه
دفيء القلوب الخافقه
مالي على الحب اعتراض
ولا على قلبي دليل
* * * * * *
يا بلادي يا أرض النعيم
والعز والخير القديم
يا غرة يا الدهر الكريم
يا منحة الرب العظيم
أرض السلام المسلمة
مهد العروبة الملهمة..
مربى السعادة الوارفة
دفيء القلوب الخافقة
مالي على الحب اعتراض
ولا على قلبي دليل