جاء مقال يوم الثلاثاء الماضي الخامس والعشرين من الشهر الراهن، عن تجربة التعليم في اليابان من منطلق الدبلوماسية التي تمثَّلت في هرم القيادة بزيارة ولي العهد، والاتفاق على تعاون بين البلدين، وكان للتعليم سبق الموضوعات، وصدارة الاهتمام...، ولأن تجربة اليابان في التعليم فائقة التقدّم، وتركيزها على صناعة الإنسان، وصناعة الصناعة عنه، فقد احتفلت اليابان قبل عام، وكتبت عن ذلك هنا بتوديع آخر كتابِ مقررٍ دراسي ورقي من بين أيدي طلابها في المرحلة الابتدائية، ذلك لأن مواكبة المؤسسة التعليمية مع متاحات المُنجَز الحديث، يجعل مؤسسة التعليم على ما ينبغي لها في مركز الأولية، وريادة التطبيق، وتقويم محصلات النتائج حين تتيح للعنصر البشري أن ينمو، وتنمو معه ملكاته، ومهاراته، ومعارفه، ويتقن بوعي كل ما ينتج له من خبرات يتلقاها، وتقوم عليه حركة التطوير، والتغيير، والإنتاج من بعد في العالم من حوله، وطنا ينتمي إليه، وكوناً يرتبط به..، وتكون المؤسسة التعليمية هي بوتقته الأم..
طالبت في المقال أن تتم مواءمة بيننا، وتوأمة في الأخذ بزمام تجربة اليابان في التعليم لهذا الهدف..
كان لجملة من القراء الواعين أن قالوا كلمتهم في الموضوع، وهم نبذة عن آخرين لا تغيب عنهم أهمية تجربة اليابان في التعليم، أضع بين أيديكم مشاركة الأفاضل، ليس من باب ذكر الثناء على الموضوع، وإنما تسليط ضوء على أحلام الناس، وتطلعات المتطلعين نحو تغيير فائد للتعليم عندنا، وذلك بأخذه بتجربة متطورة عنت كثيراً بالإنسان محور، وهدف المدرسة، والجامعة، والمعهد، والكلية، ومراكز البحث، ومختبرات التجربة... وقد بحت الحناجر، ونزفت الأحبار، ولا نزال مكانك تحمدِ...!!
تأتي آراؤهم هنا بلغة حروفهم، وحسهم، ووعيهم:
يقول الدكتور محمد الأمين من جامعة الخرطوم: «يا سيدتي، لليابان سبق العناية بالعنصر البشري وبهويته، يدرس كل المعارف بلغته الأم تجاور اللغات الحيَّة، ركز على متطلبات العصر فأنتج صناعياً واقتصادياً، مقالك حجر يرمي الأبواب الموصدة فليهموا بفتحها»...
وتقول السيدة التي رمزت لاسمها بصاحبة الطموح: «أطمح كثيراً لأن تتحقق فكرة المقال على أرض الواقع»..
كذلك فإن السيد أحمد سليمان قد تناول المقال بهذا التعقيب:
«أشكرك سيدتي على هذا المقال، نجاح اليابان كان لسببين: الأول لاتفاقهم على هدف موحّد هو (يابان حديثة صناعية)، والثاني (حفاظهم على الهوية اليابانية)، لقد كان التعليم هو بداية الطريق. لنهضة صناعية أوصلتهم إلى القمة، كان هدفهم بناء إنسان عصري، مع الاحتفاظ بالهوية اليابانية، ونجحوا».
أما الشاعر محمد الجريب فجاء تعقيبه كالتالي: «الإنسان هو الثروة القومية لليابان.. رفعت من شأنه، فارتفى بها، واحتلّت مكانها اللائق بين الأمم. أمّا نحن فحدّث، ولا حرج»
أما ذات الوسم الرمز «جرس» فقد جاء تعقيبها كما يلي: «مقال رائع يفيد أن الاستثمار في مجال التنمية البشرية، هو الخيار الصائب على المدى المنظور».. ربما تعني في اليابان، فإن تحقق تبادل الخبرات والأخذ بتجربة اليابان يكون على المدى البعيد..
أما السيد عادل فيرى أن: «المقال يستحق التوقف عنده»!
كذلك كتبت السيدة حصة السديري ما يلي: «.... الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار بالإنسان، فهو الثروة الحقيقية .........»
كما أن الأستاذ عبدالله الجابري يقول: «يذكر أن الياباني يجد صعوبة في التعلّم لكن ما جعلهم متميزين هو أنهم لا يتجاوزون المعلومة حتى يتقنوها..، وإن طال الوقت بهم أعني من عدم الإتقان..»
وفي تعقيب السيدة نجلاء ما يلي: «اليابان خير مثل حضاري، ونطمح لتكرار تجربتهم في مجتمعنا ....»...
وكتبت الدكتورة ف. الخيال تقول: «طالما تمنيت وأنا أجد فيمن يدرس من أبنائنا في اليابان العناية بالقدرات العقلية والمهارات الفكرية أن يهتم التعليم عندنا بهذه التجربة..»
وتكرَّرت مثل هذه الآراء شفاهة، ونزلت في سمعي من أصواتهن ما إن تفكرنا فيه نهجاً جديداً يرمم تصدعات التعليم عندنا، لأخذنا نسعى للمبادرة نحو الأمم التي نجحت في صناعة العقول، نحذو حذوها..بما يفيد ولا يحيد..
ممتنة لكل من عقب، وشارك، وزاد للفكرة وقيدها.، وللموضوع أهميته.