أتابع ما ينشر في «الجزيرة» من أخبار حول الزحام في الرياض وأقول أن هناك هموماً موزعة على قلوب ساكني عاصمة المملكة العربية السعودية (الرياض) وما حولها من القرى لأن الساعات العصيبة تمر منذ الصباح الباكر فالمتجه من الجنوب إلى الشمال يلاقي معاناة مستمرة معه طوال العام، وعمله يفرض عليه الطريق غير السالك طريق الملك فهد بشكل يومي، كما أن القادم من شرق الرياض لغربها يلاقي نفس المعاناة وقد تكون أشد لأنه يسلك طريق خريص الذي يصب في طريق الملك فهد، لقد صار اكتظاظ الشوارع بالمركبات بشكل شبه مستمر ما عدا أيام العطل والأعياد الرسمية.
ومشكلة ازدحام الشوارع جاءت من عدة أسباب؛ منها أخطاء فنية وكثرة المركبات والسائقين المنفردين واستخدام الجوال من قبل السائقين، وفي هذه الحالات لا يقع اللوم على المرور وحده لأن المرور ليس له دخل في تصميم الطرق وقد تكون مشاركة المرور مع البلديات أو وزارة النقل في حدود ضيقة جداً.. وتلك المشاكل يقابلها تنامٍ مستمر لعراقيل مختلفة الأسباب؛ لأن بعض المشاكل الفنية تمر عليها السنين ودونما علاج يذكر.
ولكون مشروع النقل العام الذي سيتم بموجبه تشغيل باصات وقطارات يحتاج إلى عدة سنين لإنجازه ولم يبدأ العمل به إلى هذا اليوم، بمنظور وطني صادق أرى أنه من الواجب الاستعجال في وضع حلول شاملة لمشكلة الازدحامات المرورية.. والحلول الشاملة تملكها الجهات ذات العلاقة، مثل أمانة منطقة الرياض ووزارة النقل والإدارة العامة للمرور والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، بأن تتخذ قرارات عاجلة وتكون الجدية فيها تماثل الجدية في معالجة مشاكل العمالة السائبة وتتخذ طابع الاستعجال.
الحل الأول هو محاولة اختصار عدد سيارات الأجرة اللموزينات بوضعها الحالي، أي وضع شروط متعددة على سيارات الأجرة، وتكون تلك الشروط نافذة على الجميع ومحاولة اختصار أعدادها المتجولة في الشوارع والباقي منها يكون بخدمة التلفون حسب الطلب كما أنه من الواجب إعادة النظر في ملابس سائقيها وألوان السيارات الموحدة بالأبيض.
الحل الثاني إعادة النظر في وضع الباصات التابعة للقطاع الخاص وإيقاف المتهالك منها وتطبيق عدة شروط على تشغيلها بحيث تكون حسنة المنظر وتوحيد زي سائقيها ومنعهم من التدخين أثناء القيادة.
الحل الثالث منع السائق المنفرد من استخدام الطرق الرئيسية مثل طريق الملك فهد وطريق خريص بأسلوب نظام الحاسب الآلي الذي يمكنه تحصيل الرسم بطرق تلقائية على أن يكون تحصيل تلك الرسوم محدد بساعات الذروة التي يكثر فيها ازدحام المركبات.
الحل الرابع إنشاء كتفين باتجاه الجنوب والشمال لكوبري لبن المعلق بما يعادل مسارين إضافية في كل اتجاه مع تحسين الإضاءة العلوية وأنوار الجوانب لأنه بوصفه الحاضر يمثل عنق الزجاجة خاصة في الوقت الذي يذهب الطلبة للمدارس ويباشر الموظفون أعمالهم، بدليل أن معظم الموظفين الساكنين بجنوب الرياض يذهبون لأعمالهم من بعد صلاة الفجر لتلافي التأخير عن بداية الدوام.
الحل الخامس هو تكثيف الأفراد الراجلة على مداخل ومخارج الطرق السريعة، الحل السادس محاولة الاستعمال في علاج مشكلة تكدس الشاحنات مع طريق ديراب لكونه هو الطريق الوحيد لتلك الآليات الثقيلة، الحل السابع رفع قيمة غرامة استخدام الجوال أثناء القيادة، أخيراً ما ذكرته في هذا المقال يعتبر تكملة لما سبقه مني ومن كتّاب آخرين لأن مشكلة الاختناقات المرورية ستتفاقم عندما تبدأ أعمال الحفر لمترو الأنفاق كان الله في عون الجهات المسؤولة عن تلك المشاكل الأزلية.