كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ، الله سبحانه وتعالى قد يحرم أفراداً وجماعات من شيء يحبونه لأن فيه شراً لهم لا يدركونه، وقد يبتليهم بشيء هو خير لهم ولكنهم لا يطيقونه.. وفي كلتا الحالتين الله يريد بالناس الخير لكنهم لا يعلمون.. وهذا هو الواقع النصراوي المعاش حالياً مع صدارتهم وهو ما تطرقت إليه الآية الكريمة.. فعندما حرموا من البطولات عشرات السنين كانوا يرون هذا الأمر شراً لهم، وعندما تصدروا هذا العام فرحوا واستبشروا وظنوا أنه خير لهم، ولكن الأمر في الحقيقة كان العكس تماماً.. فعندما دشن أحد الشباب (وسماً) على التويتر أطلق عليه (متصدر - لا تكلمني) احتفاءً بصدارة ناديه الإنجليزي واستعاروه هم لناديهم.. من هنا بدأت الشرارة لحدوث الكوارث والخروج عن النص وربما الخروج عن الدين أيضاً وارتكاب المحرمات.. وهذا حدث مع كافة شرائح ومستويات وثقافة وأعمار من تعاطوا مع هذا الوسم أو انتسبوا لهذا المتصدر للأسف الشديد.. وأنا هنا أدين الوسم وأجعله من بين أكبر الأسباب التي أفرزت الكثير من مشكلات الصدارة.. لأن بين دفتيه إسقاطات وإيحاءات عدوانية وسلوكية ونفسية قد تغذي التعصب والعداء وغمط الآخر والتعدي عليه وبشكل لا إرادي ولا يشعر به المتعاطي مع هذا الوسم.. فالشطر الثاني من الوسم (لا تكلمني) يوحي لهذا المتصدر بأنه فوق الجميع وأنه في مكان عال لا يسمح للآخرين بالاقتراب منه وأن الجميع تحته ولا يسمح لأحد أن ينافسه على هذا العلو وهذه المنزلة الرفيعة!! فلذلك لا يقبل أي نقاش أو حوار حول أحقيته بهذه المنزلة أو حتى الاقتراب أو المنافسة عليها، وإن حدث هذا فهو إعلان للحرب وليس تنافساً شريفاً من وجهة نظره.. والأحداث التي شاهدناها والمقالات التي قرأناها والملاسنات وتنقيص وازدراء الآخر الذي وصل حد تجريده من المواطنة ومن هويته!! ونشر صورا مسيئة له تصوره يسجد لمخلوق من دون الله تخرج صاحبها من الملة وما يحدث في القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي والإغماءات والسكتات القلبية المفاجئة التي حدثت في الملاعب وخلف الشاشات والأخبار التي تقول بقتل الأخ لأخيه من أجل مباراة!! والمعلم المربي الفاضل الذي شطب التربية والتعليم من عقول النشء عند صباح باكر وحقها بأهزوجة متصدره!! ومعتمرون عند الكعبة يغرر بهم ويلتحفون وشاح المتصدر.. وشجار وعراك داخل الملعب وخارجه.. وأشياء كثيرة حدثت على هامش تلك الصدارة وغذاها بشكل عنيف ذلك الوسم.. كلها أشياء تدل على أن هذه الصدارة لم تأت بخير على أصحابها ولم يتعاطوا معها التعاطي العاقل والسليم..
لا نريد صدارة من ورائها خسارة الدين وخسارة الأخلاق وإفشاء التعصب والفساد وتحويل الرياضة إلى حلبات مصارعة كل أطرافها خاسر وحزام البطولة يذهب للشيطان وحده!!