في الصغر ينجح أحدنا في دراسته وبخاصة المراحل الابتدائية والمتوسطة فيتوقّع من والديه هدية تشجيعية له، حتى إن الكثير منا يحدد هديته قبل الاختبارات بشهور وقد يقول إنه لم ينجح إلا من أجلهما فيقول (نجحت لكم) وكأن رسوبه عقاب لهما وهي وجهة نظر فيها شيء من الصحة.
وبعد أن كبرنا استمرت هذه الثقافة مع أطفالنا حتى أصبحنا نخطط في ميزانياتنا جزءاً من دخلنا هدايا النجاح لهم.
هذا على المستوى الشخصي في مجتمعنا، ولكن كيف نهدي أبناءنا على مستوى محافظتنا الغالية عنيزة؟ وهذا ما طرحه أحد أبناء الأسرة على صندوق أسرة الزامل الممثل بأسر السليم والزامل والمنصور والروق والذي تأسس في عام 1412هـ وقدّم ولا زال يقدّم للوطن رجالاً ويدعم أبناؤه على مستوى الأسرة وخارجها في مجالات شتى، منها دعمه السنوي لحفل المتفوّقات في المحافظة منذ ما يزيد على عشر سنوات على غرار ما يقوم به أبناء محمد السليمان الذكير بالدعم السنوي لحفل المتفوِّقين من أبناء المحافظة وهو ما يعتبره أبناء الأسرة هدية متواضعة لبناتنا المتفوِّقات في محافظتنا العزيزة.
الذي أتمناه أن يتطور هذا الدعم قريباً إلى تبني عدد محدد من المتفوِّقات البارزات لمتابعة دراستهن ودعمهن وخاصة في المجالات العلمية التطبيقية التي تتطلب الجهد والمال ورعاية هذه المجموعة ومتابعتها حتى إنهاء دراستها العليا سواء داخل المملكة أو خارجها. جعل الله ذلك في ميزان حسنات هذه الأسرة التي وضعت فعل الخير هدفاً لها وخاصة في مجال العلم وبناء الإنسان ليخدم وطننا الكبير ويشارك في بناء الأمة على الوجه الذي يرضي الله.
وفّق الله متفوّقاتنا فهن أمهات المستقبل وعليهن نعتمد بعد الله في بناء أجيال المستقبل ولن يتأتى ذلك إلا إذا تعلمن ففاقد الشيء لا يعطيه.