أثبتت الكشافة السعودية، بمختلف مستوياتها، أشبالا، وقواداً، وجوالة، وروادا حضورهم القوي والفاعل في كل مناسبة وطنية، واجتماعية، وثقافية، وإنسانية حيث يعدون لدى كثير من الجهات والمؤسسات الحكومية الذراع التنفيذية الأقوى للحملات التوعوية والتثقيفية، بوصف هذه الجمعية مؤسسة تعتمد على تطوع الفرد في الخدمة بالدرجة الأولى، والمنتمون إليها يتمتعون بخبرات عريضة، في مختلف مجالات الأنشطة، والانتماء الوطني متجذرٌ في نفوس كل من ينتمي إلى هذه الجمعية، انطلاقاً من أهدافها العظيمة، ورسالتها القيمة، ورؤيتها الواضحة والشاملة التي تتجاوز كثيرا من الاعتبارات.
- لقد آمنت القيادة العليا بهذا البلد في أهمية هذه الجمعية، فسخرت لها الامكانات الكبيرة، وهيأت لها بيئات مناسبة، لتنفيذ البرامج الوطنية والاجتماعية، بل توّج هذا الدعم ببرنامج (رسل السلام) الذي تبناه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، لاستقطاب واستهداف (31) مليون كشاف حول العالم، لتدريبهم وتأهيلهم على مهارات متعددة، كما وأعلن في هذا السياق تخصيص وقف لمشروع (رسل السلام) يساهم في دعم الحركة الكشفية العالمية.
- انطبع في أذهان الكثيرين دور الكشافة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، ومع أن هذه الخدمة من أسمى المهام وأجلها، وأكثرها تعظيما في النفوس، بوصفها ترتبط بركن عظيم من أركان الإسلام العظيمة، إلا أننا نجد هذه الجمعية والمؤسسة العملاقة في السنوات الخمس الأخيرة تشد أنظار الجميع إلى مشاركتهم في برامج وطنية، ومهرجانات ثقافية أخرى، داخل المملكة العربية السعودية وخارجها.
ولم يعد هناك مدينة، أو محافظة إلا وتجد فيها مركزا، أو مفوضية كشفية فاعلة.
- والتطوع في العمل الكشفي قيمة أساسية، ولهذا فإن الجمعية تسعى في نشر ثقافتها في عقول الشباب السعودي، وانبرى القائمون عليها لتحقيق هذه الغاية النبيلة إلى التواصل والتعاون مع المؤسسات الحكومية، ومؤسسات المجتمع المدني إلى تطبيق روح المشاركة فعليا من خلال الانخراط في برامج توعوية وتثقيفية مشتركة تساهم في تحقيق استقرار الشعوب، وتنمية قدرات الفرد، والإيمان به كشخص فاعل بالحياة، قادر بنفسه وبالتعاون مع غيره على إيصال الرسالة الوطنية، والدينية، والاجتماعية على أكمل وجه.
- كل تلك الأبعاد التي أومأنا إليها بإيجاز دفع بالهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهه) إلى التواصل مع الجمعية العربية السعودية للكشافة، كغيرها من المؤسسات التي دأبت الهيئة إلى حثها على الإسهام في توعية المجتمع بأهمية تعزيز قيم النزاهة والمواطنة الصالحة في النفوس، وذلك انطلاقا من أهداف الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، بمنطلقاتها الدينية والوطنية، ووسائلها المتعددة في تحقيق هذه الغاية، وطبيعي أن يتم التركيز في هذه المرحلة على ما يتفق مع مدركات فئة الناشئة من الكشافة، فتنمية الإحساس بالمسؤولية الذاتية، وتنمية روح المشاركة الاجتماعية، والحث على حفظ الممتلكات العامة والخاصة، والتحلي بالأمانة والصدق في التعامل، واحترام الأنظمة وتطبيقها، وحرمة التعدي على حقوق الغير، كل هذه القيم لم تخرج عنها ملامح البرامج المشتركة التى تسعى الجمعية والهيئة إلى تحقيقها، بمتابعة ودعم مستمر من القائمين على هاتين المؤسستين.
- لعل من الميزات للجمعية انتماء منسوبيها إلى مؤسسات متعددة، في التعليم العالي والعام، والمؤسسات التقنية والمهنية، وعدم فرض قوانين صارمة، أو أنظمة معينة على كل من يرغب في الانخراط بهذه الجمعية والتطوع في صفوفها، في أي مرحلة من مراحل العمر، ولهذا فإن ما يسمى بـ(رواد الكشافة) تتجاوز أعمارهم السن النظامية للوظيفة، ولا يزالون يؤدون مهام العمل الكشفي بكل حيوية واقتدار.
وقد أدركت (نزاهة) أهمية هذه المؤسسة، فسعت إلى حثها ـ كغيرها من المؤسسات الحكومية، أو الشركات المشمولة بتنظيم الهيئة، أو مؤسسات المجتمع المدني ـ بالإسهام في تنظيم حملات توعوية، للتنبيه على أخطار الفساد وأضراره، وأهمية المحافظة على المال العام، والمكتسبات الوطنية، وبدأت ترجمة بعض تلك الرؤى إلى واقع عملي، ابتداء من (اليوم الدولي لمكافحة الفساد).
ولازال هذا المجتمع، وهذا الوطن العزيز ينتظر من مؤسساته بمختلف مهامها واختصاصاتها تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين بالنهوض بالوطن في كل المجالات، معتمدا في كل مراحل البناء والمنافسة على سواعد أبنائه المخلصين.