جناح الطفل في معرض الكتاب مدهش وجميل. وهو من الأفكار المبتكرة التي تجعل من المعرض بيئة تخدم كافة شرائح المجتمع، وخاصة إذا علمنا أن ترغيب الأطفال بالقراءة عمل يتطلب الكثير من الجهد في تقديم المحفزات المناسبة للأطفال، لجعل القراءة هواية محببة للنفس.
وزارة الثقافة والإعلام ومن خلال لجنة الأسرة والطفل بالمعرض أعادت طباعة كتب قصص الأطفال النادرة على نفقتها وتقوم بتوزيعها مجانا على زوار المعرض يوميا من خلال توزيع إصدارات متنوعة لعدد من المؤلفين الرواد في أدب الأطفال.
تشارك أيضا مكتبة الملك عبدالعزيز في جناح الطفل عبر نادي كتاب الطفل. وأعرف أن المكتبة رائدة في هذا المجال، ولديها أنشطة متنوعة تقيمها على مدار العام، ووجودها في المعرض أحال جناح الأطفال إلى ورشة عمل يشارك بها الأطفال في مختلف الفعاليات المقدمة. وقد كنت سعيدا للغاية بهذه الأنشطة الحية التي تنقل المعرض من صورته الرتيبة إلى فضاء أرحب من التنوع.. والحيوية !
قطاعات حكومية وأهلية تقدم برامج أخرى في جناح الطفل. تفاجأت أن الهيئة العامة للاستثمار تقدم في جناحها تحت عنوان ( المستثمر الذكي) دروس توعوية للأطفال في مجال الاستثمار، من خلال إتاحة الفرصة للأطفال بالتلوين على قصص مصورة، وتقديم كتيبات تحتوي على معلومات قيمة في الادخار وكيفية الاستثمار.
من الأشياء المبهجة الأخرى، ما تقدمه جامعة الملك سعود عبر جناح نادي القراءة. الفكرة الجديدة هي في تدوير الكتب بين زوار الجناح تحت شعار (ضع كتابك.. وخذ آخر).
وتشارك مجموعة مداد الثقافية وهي منصة ثقافية شبابية تطوعية تفاعلية تعتبر الأولى في العالم العربي بركن صغير يحمل عنوان نادي كتابي. يقدم النادي لوحة كبيرة بيضاء ذات مربعات وسؤال يعلوها : لماذا أقرأ ؟ وهو نفس عنوان الوسم على تويتر. يساهم زوار المعرض بالإجابة على السؤال وتعليق إجاباتهم على اللوحة، ومن ثم يعاد تغريها عبر الوسم.
انتهت المساحة .. ولكن يبقى ما يقال في الأشياء البسيطة والمبهجة التي يقدمها معرض الكتاب.. وهو أنه معرض يجعلنا نتنفس القراءة !