سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لقد استكثرت واستغربت ما قامت به دولة قطر الشقيقة من مواقف تجاه المملكة لكون العلاقات السعودية القطرية علاقة تاريخية متميزة، ويحضرني بالمناسبة موقف حدث في عهد الملك عبد العزيز يبيّن مدى الترابط بيننا وبين إخواننا في دولة قطر، فهم الأقرب لنا وحالنا وإياهم واحد، ففي سنة تأسيس سكة الحديد بين الرياض والمنطقة الشرقية، وفي يوم من أيام تلك السنة، وبعد صلاة العصر تحديداً، كنت عند الملك عبد العزيز بقصره بحضور سيّدي الوالد الأمير محمد بن عبد العزيز وعمي منصور بن عبد العزيز، وبعد فترة قضاها الجميع مع الملك عبد العزيز غادر - رحمه الله - القصر إلى سيارته وكان يرافقه والدي وعمي منصور وركبت معهم ولم أكن أعرف إلى أين نحن ذاهبون، إذ تحركت السيارة دون موكب رسمي ومن غير مصورين، وأخذت السيارة طريقها نحو محطة القطار، وعندما وصلنا للمحطة نزل الملك عبد العزيز من السيارة وفتحوا له باب عربة القطار، وقام الوالد وعمي منصور بمساعدة الملك عبد العزيز في دخوله عربة القطار، وكان فيها الشيخ عبد الله آل ثاني ومعه ابنه الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني وكأني أراه أمامي الآن، بلحيته الحمراء، وعندما رآه الملك عبد العزيز قال له ثلاث أو أربع مرات على ما أتذكر (الحمد لله اللي شفتك قبل ما تموت أو أموت) وصافحه وجلس معه وتكلما على مدى ربع ساعة ثم توادعا.
وأذكر كلمة سمعتها من الأمير فهد بن مشاري يقول: في عهد الملك عبد العزيز اجتمع الملك فيصل بالشيخ علي آل ثاني أمير قطر الأسبق في المنطقة الشرقية، وكنت أنا في الممر وسمعتهم يتكلمون في الحدود وقال الشيخ علي (حنا يا آل ثاني وقطر ما نعتبر أنفسنا لكم إلا أخوان وأكثر من ذلك).
وأرفق لكم صورتين مع كتابي هذا الأولى تجمع سيّدي الوالد بالشيخ علي عند زيارته للملك عبد العزيز ودعاه سيدي الوالد على الغداء في بيته بالوسيطاء، وهي تظهر مدى المحبة والعلاقة المتينة بيننا وبين حكام قطر آل ثاني. والصورة الثانية تجمعني بسيّدي الوالد وكان جالساً وأنا واقف بجانبه ونحن بانتظار الشيخ علي آل ثاني.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون سحابة وتزول، وأن تعود العلاقة بيننا كما كانت في السابق، ونحن بيت واحد وإن شاء الله ما يفرّقنا أحد، وهذا ما في خاطري وما أحببت أن أبيّنه لكم، وإن رأيتم أنها تصلح للنشر فانشروها وإن رأيتم غير ذلك فأنتم أعلم مني. وما يهمني أن تعود قطر إلى الصف الخليجي بمعالجة بعض مواقفها التي أضرّت بالعلاقات بين بلدينا ودول خليجية أخرى.