رصد ورؤية - فيصل العسيري:
يأتي الفوز التاريخي للاسطبل الأحمر مع ملهمه وقائده الأمير فيصل بن خالد بكأس المؤسس الأخيرة نتاجاً طبيعاً لطموح كبير دأب عليه هذا الاسطبل العريق لتعزيز مكانته في كافة السباقات السعودية، فما هو الحال بالنسبة لبطولة كبرى بحجم (تاج البطولات) السعودية وفخرها (الحلم الأوحد) لكافة الملاك والمنتجين.
فوز الأحمر المدوي مع البطل الجديد (أخيل) مساء السبت الماضي رسم مع بسمات الفرح للأمير فيصل بن خالد فرحة كبرى وعارمة بين العاشقين والمحبين والمتابعين على حد سواء.
الصفقة الأنجح
وفي ظل ما تتعرض له صناعة خيل السباقات السعودية من ظروف طبيعية قاهرة من ناحية الأجواء والبيئة والتغذية بشكل عام تمنعها من الوصول إلى ما وصلت إليه الصناعة عالمياً. من الصعب على الاسطبلات التي تمتلك أعدادا كبيرة من النتاج السنوي أن تعتمد اعتماداً كلياً على ما تقدمه في كل موسم في سباقات «عمر السنين»، ولذلك يلعب دور إبرام صفقات سريعة وعاجلة لما يظهر على الساحة أمراً حتمياً لابد للطامحين لهذا اللقب أن يواجهوه، وفي النفس قد لا تكون تلك الصفقات قادرة على تحقيق اللقب إلا أن توفيق الله عزَّ وجلَّ للاسطبل الأحمر منحه الظفر بالبطل (أخيل) رغم فوزه فقط بسباق واحد! قبل توجهه للبروفة التي سبقت الحدث في كأس الحرس الوطني ليأتي أخيل الصفقة الأنجح في الموسم، رغم أن الأحمر استحوذ على نصيب الأسد بشكل عام في هذا الموسم من حيث شراء أسماء كثيرة متنوعة!
الأمل يشرق!
ويتفق الجميع أن نصف المشوار بعد فوز أخيل بكأس الحرس الوطني وحصوله على نسبة كبيرة من الترشيحات التي سبقت الموقعة الكبرى في كأس المؤسس التي حملت هذا الموسم في طياتها نقاطاً كثيرة من أهمها تعدد المرشحين وقوة المستويات والنجاح لبقية الاسطبلات في الوصول بإنتاجها إلى الأمسية المنتظرة بقيادة المنتج المثالي محمد الطيار.
الأحمر في مأزق!
إن من الأساسيات الضرورية التي ينشدها كل مدرب في السباق وضع الخيال النفسي! الذي سيكلف بقيادة جواد مرشح في بطولة مهمة بأن يكون مهيأ نفسياً بشكل عال إلا أن الاسطبل الأحمر واجه مأزقاً بسيطاً في إعادة وتهيئة الخيال (لويس موراليس) عقب إخفاقه وسقوط كرباجه في كرنفال دبي مع الجواد (موديل بوبيل) قبل السباق بأيام معدودة ونجح في الخروج من هذا الوضع ببراعة متناهية! في الوقت الذي ظهرت توقعات كبيرة بأن إدارة الاسطبل الأحمر ستستغني عن خدماته في السباق الكبير.
الصعوبات تتواصل!
كل المتابعين للسباق لاحظوا التأخير الواضح للمهر أخيل قبل الخط المستقيم ومن دخوله من المركز الـ11 تقريباً! وهذه أيضاً من العقبات التي واجهت الأحمر خصوصاً أن الورقة المساندة (أولهم) لم يؤد الدور الذي كان ينشده الأحمر في أول 400 متر من السباق وتعثر سير ورقته الأخرى والمهمة أيضاً (مملوك) في منطقة الـ800م الأخيرة إلا أن إصرار الخيال لويس موراليس في إجبار (اخيل) على المبادلة بين خطواته قبل آخر 300م كانت البداية الحقيقية في دخول أخيل لأجواء السباق في ظل نقطتين صعبتين للغاية في مثل هذه السباقات تكمن في انفراد (رلين) من (العشماوية) ومراقبة المرشح (مايهاب) لتحركات (أخيل).
الأنفاس تحتبس!
ولم تكن نهاية السباق الفاصل الأخير في ملحمة البطولة للأحمراني، بل كانت الرميات الأخيرة! بين أخيل ورلين على خط النهاية صعبة الملامح في تحديد الفائز إلا أن كاميرا خط النهاية أعلنت النهاية حمراء بجدارة واستحقاق!
أخيل مصلحة عامة!
وبعد الفرحة للألوان الحمراء التاريخية وتحقيقهم اللقب للمرة الثانية في سجل البطولة الذهبية بعد غياب طويل عقب فوز البطل (لمح البصر) بأول مرة للبطولة لعمر الـ3 سنوات تمثل مثل هذه الانتصارات سواء للاسطبل الأحمر أو للبقية دوراً مهماً وجلياً بالنسبة للمنتمين للوسط قد تغيب عن المتابعين من خارج الوسط الفروسي في كون صناعة الخيل ترتبط منذ بداية الجواد وحتى الفوز بالعديد من المراحل بالذات، إذ الجواد الفائز انتقل لمالك آخر، حيث تفتح مثل هذه الانتصارات مجالات عديدة تعود بالنفع على أبناء الوطن بداية من المنتج والمالك والمدرب وسوق الخيل بشكل عام، وعلى سبيل المثال لا الحصر في الكأس الأخيرة.
أم المهر أخيل لدى المنتج والمالك محمد الطيار وإنتاجها سيكون دوشان بطبيعة الحال؛ سواء إذا عرض أبنائها في المزادات المقبلة أيضاً المهر (مملوك الذي حل رابعاً من مشتريات الاسطبل الأحمر في المزاد الأخير من المنتج والمالك سعود بن سعد إلى جانب أن ستة جياد أخرى دخلت في المنافسة من ضمن صفقات أبرمت صفقاتها في المزادات، أو من ناحية السباقات للقارئ الفروسي حرية التأمل والتفكير!! في عقب فوز البطل الجديد للاسطبل الأحمر وفائدة الأمير فيصل بن خالد.