بغياب الرئيس ونائبه خسر الزعيم الآسيوي مباراة كانت في متناول اليد, حيث كانت كل المؤشرات ومنذ بداية مباراة الهلال وساباهان الإيراني توحي بأن الفريق الهلالي سيفوز وبنتيجة مريحة, رغم أن التعادل كان مطلبا ومكسبا لو حصل خارج الديار, ولكن الفوز الهلالي الذي تنبأ به الجميع بناء على ضعف الفريق المقابل «في هذه المباراة» أضاع لاعبو الهلال باستهتارهم وعدم مبالاتهم, فالكثير من الهجمات التي أضاعها المهاجمون كانت كفيلة بفوز الأزرق, ولكن عدم مبالاة اللاعبين وعدم استشعارهم بأهمية المباراة كان وراء خسارتهم, وهذه العادة أصبحت سمة هلالية اعتاد عليها الجمهور الهلالي من فريقهم, فحينما يتقدم الفريق الهلالي يتراخى اللاعبون ويصيبهم شيء من التخدير وكأن المباراة انتهت لصالحهم وما بقي منها هو تأدية واجب!
والهلال بهذه الصفة غير الجيدة يلعب بعكس فرق كثيرة حينما تسجل هدف أول تحاول في الثاني والثالث والرابع ولا تكتفي إلا حينما يعلن الحكم نهاية المباراة, وهذه الميزة يجب أن تكون لدى لاعبي الفريق الهلالي الذين يحملون هم نصف سكان السعودية, ولكن ذلك النصف المهم من السعوديين أصبحوا يترحمون على حال فريقهم خلال هذا الموسم الذي لم نشاهد الهلال الذي نعرفه إلا في مباريات معدودة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة!
ولأن الهجوم الهلالي استهتر وغاب في مباراة الهلال وأساباهان فقد حضر الدفاع وكـ(العادة) بأخطاء كارثية, وكان للحارس دوركبير في فوز الفريق الإيراني, حيث كان السبب الرئيسي في ولوج الهدفين الأخيرين, وهذه إحدى المشاكل التي يعاني منها الفريق الهلالي منذ مغادرة الأسطورة محمد الدعيع!
أما الدفاع.. فالسوء أصبح ملازماً له منذ بداية الموسم رغم أن الأسماء التي مرت على هذا المركزكثيرة وكثيرة جداً, فقد حضر فيه أكثر من ستة لاعبين! وهذا عدد مهول على مركز حساس كان يجب أن يكون الاستقرار عنواناً رئيساً له, ولكن التخبط والعشوائية كانت السمة البارزة في الاختيارات, ولحق بها سوء التنظيم من قبل المدرب سامي الجابر!
إذن.. نحن نتحدث عن تخبط وعشوائية خارج الميدان وعن استهتار وعدم مبالاة داخل الميدان, وهذه المشاكل إن لم تحل فلن يزيد الهلال إلا سوءا على سوئه, ولن يجد المحب الهلالي من هلاله إلا خذلانا وحسرة, وهذه ليست من عادات الهلال النادي الذي عشقه المحبون من الخليج إلى المحيط.
أن الأمل يحدو العشاق لمشاهدة هلال جديد يروي ظمأهم, ويحقق طموحاتهم فيما تبقى من بطولات, وكل ما نتمناه ألا يتحول هذا الأمل إلى (حلم), فالأحلام ليست للهلاليين الذين اعتادوا على الذهب في كل موسم.