سيمفروبول - موسكو - سعيد طانيوس - عواصم - وكالات:
وسط أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة تتمثل في معارضة أمريكية مباشرة، صوّت سكان شبه جزيرة القرم الأوكرانية أمس الأحد بأغلبية ساحقة لصالح الانضمام إلى روسيا، مع تزايد التوتر في شرق أوكرانيا، في حين رفضت الولايات المتحدة بشدة أمس الأحد الاستفتاء الذي وصفت به التحركات الروسية في الأزمة بأنها خطيرة ومزعزعة للاستقرار، في حين وصفت بريطانيا الاستفتاء الذي جرى في القرم الأوكرانية بأنه استهزاء بالديموقراطية رافضة الاعتراف بالنتيجة .
وسارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طمأنة نظيره الأمريكي باراك أوباما بنتيجة الاستفتاء وبضمان الاستقرار، كما طمأن أيضاً المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل. وذكرت سلطات شبه جزيرة القرم الموالية لروسيا أن 95% من سكان القرم أيدوا الانفصال عن أوكرانيا وضم القرم إلى روسيا في اخطر عملية إعادة رسم خريطة أوروبا منذ إعلان كوسوفو استقلالها عن صربيا في 2008.
وقال رئيس حكومة منطقة القرم الموالي لروسيا سيرغي اكسيونوف أمس إن الاستفتاء سيدخل التاريخ. واضاف (اليوم اتخذنا قرارا مهما للغاية سيدخل التاريخ وذلك في رسالة على تويتر، بعد أن أظهرت الاستطلاعات عند أبواب مراكز الاقتراع أن 95% من سكان القرم صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا. واعلن اكسيونوف أن القرم ستطلب رسميا اليوم الاثنين إلحاقها بروسيا. وقال سيجتمع برلمان القرم اليوم الاثنين في جلسة طارئة لاعتماد تقديم طلب ترشح رسمي للانضمام إلى روسيا الاتحادية.
ونزل الآلاف مساء أمس الأحد إلى شوارع عاصمة القرم سيمفروبول وسيباستوبول للاحتفال بنتائج الاستفتاء بحسب مراسلي فرانس برس. وفي سيمفروبول حمل أنصار موسكو الإعلام الروسية وإعلام القرم كما نزل الآلاف إلى شوارع سيباستوبول الميناء الذي يستقبل الأسطول الروسي في البحر الأسود، وهم يطلقون هتافات مرحبة بالانضمام إلى روسيا في أجواء من الفرحة الغامرة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني: هذا الاستفتاء يتعارض مع الدستور الأوكراني والمجتمع الدولي لن يعترف بنتائج استطلاع جرى تحت المضايقات وتهديد العنف بسبب تدخل الجيش الروسي الذي ينتهك القانون الدولي. وقال كارني إن الولايات المتحدة تدعم بقوة استقلال وسيادة ووحدة أراضى أوكرانيا منذ إعلان استقلالها في 1991 ونرفض الاستفتاء في منطقة القرم الأوكرانية. وقال إن روسيا رفضت الحوار مع أوكرانيا ودعوات المجتمع الدولي وبدلا من ذلك فإنها تصعد تدخلها العسكري في أوكرانيا وتطلق مناورات عسكرية على حدود أوكرانيا الشرقية. واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض أن «تصرفات روسيا خطيرة ومزعزعة للاستقرار. واضاف كما أوضحت الولايات المتحدة وحلفاؤنا فإن التدخل العسكري لروسيا وانتهاكها للقانون الدولي سيجعل روسيا تدفع ثمنا اكبر لا يتمثل فقط في الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بل أيضاً كنتيجة مباشرة ستترتب على تصرفاتها المزعزعة للاستقرار.
في المقابل أكد بوتين أمس لنظيره اوباما أن استفتاء القرم يتطابق تماما مع القانون الدولي، وانه في حال نشر بعثة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا فيجب أن يشمل ذلك كامل أراضى أوكرانيا. واتفق بوتين مع اوباما على انه على الرغم من خلافاتهما في التقدير فإنه من الضروري البحث معا عن سبل استقرار الوضع في أوكرانيا بحسب ما أعلنت الرئاسة الروسية، مشيرة إلى أن الاتصال الهاتفي تم ببادرة من اوباما. بدروه دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاستفتاء وقال انه ينتهك الدستور الأوكراني. وصرح في بيان أصدرته وزارة الخارجية لا شيء في الطريقة التي جرى بها الاستفتاء يمكن أن يقنع أحدا بأنه إجراء شرعي.
واضاف أن الاستفتاء استهزاء بالممارسة الديموقراطية السليمة.. والمملكة المتحدة لا تعترف بالاستفتاء أو بنتيجته شأنها تماما شأن غالبية دول المجتمع الدولي.
ودعا زملاءه في الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ إجراءات ترسل مؤشرا قويا إلى روسيا بأن هذا التحدي لسيادة ووحدة أراضى أوكرانيا ستكون له عواقب اقتصادية وسياسية.