قد يصادف أن أقرأ لبعض الكتاب بصحفنا اليومية بعض ما يكتبونه من مقالات في الشأن العام، رغم أن أكثر ما يستهويني في المقالات، هي (المقالات الأدبية والتربوية والتاريخية) إلا أني أجد نفسي بعد قراءتي لمقالات بعضهم! أقول (لو يبحثون لهم عن هواية أخرى، يمارسونها لكان أحسن لهم) والسبب أنهم يجيدون في طرحهم «إثارة الرأي العام وتهييجه» من باب ما قد يعدون كتاباتهم «نقدا جريئا» والحقيقة أن نقدهم لا يمت للنقد الهادف بصلة، لأنه بصريح العبارة «تهييجا ضد مؤسسات الدولة، والمواطن البسيط حينما يقرأ مثل هذا النقد الذي أسميه «بالتهييج» سرعان ما يشتعل كعود الثقاب، فيختم قراءته لمقال التهييج، بالشتم لأفراد المؤسسة التي تناولها، المهيج، أقصد الكاتب! ويرمي التهم جزافا دون تثبت، وينزع الثقة من موظفي ذلك الجهاز، ويبدأ في طرح ما يراه حلولا ناجحة وأنها غائبة عن المسئول، ويثرثر بها في المجالس، وقد يخرج بشائعات وتغريدات في التويتر وغيره يضر بها سلمنا المجتمعي، لهؤلاء أقول كلنا مع (النقد) لأي مؤسسة خدمية لها تماس مباشر بحياة المواطن ومعيشته، لكنّي أقصد (النقد الهادف) الذي أنا معه، وكلنا نريده، النقد الذي يقدم حلولا، ويقدم توصيات، ويحفظ للناس مواقعهم دون تسفيه وسخرية وتحقير، النقد الذي لا يشخصن، ولا ينطلق من إساءات ظنون ولايعتمد على وكالة يقولون، ولا يحاول صاحبه (تقسيم الوطن إلى مناطقية في طروحاته» وهي (شوفونية) لطالما شممنا رائحتها النتنة في كتابات بعضهم!! الوطن لنا كلنا، والوطن من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه إلى وسطه هو (المملكة العربية السعودية) أعيد لأقول هي (المملكة العربية السعودية) وقادتنا هم منّا وفينا، وهم حكامنا الحكماء، وسنبقى أوفياء لوطننا ولهم؛ لأننا تعلمنا ذلك من ديننا العظيم، الذي ندعو الله أنه يحفظه علينا ولنا، فقد علمنّا أن منهجنا في التّعامل مع الحاكم السَّمعُ والطّاعة؛ والله جلّ في علاه يقول «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً» والنبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث قال: «أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة، وإن تأمّر عبدٌ؛ فإنّه مَن يَعِش منكم؛ فسوفيرى اختلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين المهديّين من بعدي» ففي لحمتنا أمننا، ولذا أقول لهؤلاء الكتاب المهيّجين: سيّلوا محابر أقلامكم بما يعزز وحدتنا، ويسهم في رصّ صفوفنا ولمّ شملنا، ويأمن وطننا، ويقوّم مؤسساتنا الحكومية، ويقوي علاقتها بالمستفيدين المواطنين، وفق النقد الهادف الذي يصلح الخلل، ولكن دعوا عنكم إثارة الرأي العام، لتكسبوا ألقابا هلامية «الكاتب الجريء - الكاتب الفلتة - الكاتب الكبير» وتذكروا بأن هناك من «يستغل» كتاباتكم للتشويه، وبث الفتنة، وزرع الشائعات عبر وسائط التواصل الاجتماعي.