قرأت في عدد (الجزيرة) رقم 15127 في 27-4-1435هـ رد الدكتور محمد بن عبدالله العمار على مقال الأستاذة ناهد بنت سعيد باشطح المنشور في العدد رقم 15114 في 14-4-1435هـ.. وتعليقاً عليه أقول إن ولاية الأب على أبنائه القصَّر ذكوراً أو إناثاً حتى يبلغوا سن الرشد كل شعوب العالم تقرّها وتعمل بها، أما ولاية الرجل على المرأة البالغة العاقلة الراشدة سواء كانت زوجة أو بنتاً أو أماً أو أختاً فلا دليل عليه من الكتاب والسنَّة فيما أعلم، وإنما هي اجتهادات من العلماء. أما قوامة الرجال على النساء فقد وضح الله سببها في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} (34) سورة النساء. فهناك فرق بين القائم والقيم أما اشتراط المحرم للمرأة عند سفرها فيحتاج إلى مراجعة من علماء العصر لتغيّر وسائل مواصلات السفر ووسائطه وطرقه في هذا الزمن عن الماضي. أما القول بأن المرأة في الجاهلية الأولى تعتبر من سقط المتاع وأنها ليست لها حقوق ولا مكان في المجتمعات العربية قبل الإسلام فهذا القول ليس على عمومه؛ فالعرب قبل الإسلام كانوا يحترمون المرأة ويوقّرونها، وكان لها مكانها العالي في مجتمعاتهم؛ فهذه بلقيس ملكة سبأ العربية تتبوأ قمة القيادة في قومها وبحكمتها وعقلها الراجح وحنكتها السياسية تنقذ بلدها ومملكتها وشعبها من الذل والخراب. والمرأة العربية الحرَّة الحكيمة هي سبب الصالح في حرب داحس والغبراء، وخديجة أم المؤمنين رضي الله عنها كان لها مكانها العالي بين قومها قبل الإسلام وبعده؛ فهي من آزر الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم في دعوته، صحيح كان في الجاهلية الأولى من يحتقر المرأة ويدفنها حيَّة وفي الجاهلية الحالية مثل ذلك أو أكثر.