الكل استبشر بقدوم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم - وفقه الله وأعانه، وقد بدأ - حفظه الله - في وضع اللبنات الأولى للتطوير والجودة بمرفق التعليم، الذي يعد من أهم المرافق في بلادنا العزيزة، وهذا واضح جلي من خلال تصريحات سموه في وسائل الإعلام، واهتمامه - حفظه الله - بمسئولياته كما عهدناه من قبل.
وسيكون للتربية والتعليم - بإذن الله - نقلة جديدة تواكب ما تحتله المملكة من مركز مرموق بين دول العالم في هذا القطاع الحيوي الذي يعد الشريان الأهم في تغذية التنمية في البلاد في مختلف المجالات.
ولا شك أن التطوير والجودة في مرفق التعليم العام يحتاج إلى تخطيط ودراسة متأنية تنطلق من رأي ثاقب وحكمة، وهي من أهم الصفات التي يتمتع بها سموه - حفظه الله - وكل مسئول قوي بالله ثم بإخوانه المشاركين معه في تحمل المسئولية والمهتمين بالتربية والتعليم من أبناء الوطن الحريصين على دعم هذا القطاع بكل ما يعينه ويدفعه للوصول إلى المستوى المنشود.
وأستأذن سموه الكريم أن أضع بين يديه بعض الآراء والمقترحات التي أرى أن لها دوراً في دفع هذه العجلة إلى الأمام من باب الإسهام بجهدي المتواضع ومن باب التعاون الذي هو أساس النجاح.. فأقول:
* يعلم سموكم الكريم أن المعلم هو المحور الأساس في العملية التربوية والتعليمية، فحسن اختياره ونجاحه في أداء رسالته يعني الوصول للهدف والغاية المنشودة، وهذا يؤكد توافقه مع معايير المعلم الناجح والتي من أهمها: الإخلاص والأمانة، فهما روح العمل أياً كان نوعه، ولا شك أن التأكيد على هذا المعيار بين فترة وأخرى سيكون له الأثر الإيجابي في صفوف المعلمين، لأن منهم من قد يحصل منه تقصير في هذا الجانب.
* المناهج العلمية هي طرف الخيط الموصل للهدف، ومناهج التعليم بصفة عامة تنطلق - والحمد لله - من منطلق شرعي متين، وهذا مما تميز به التعليم في هذه البلاد، لذا فإن المراجعة الدورية والمتابعة من أهل الاختصاص لتلك المناهج يزيدها قوة وتباتاً على الحق، مع مراعاة التطوير والجودة لتلك المناهج من باب مسايرة العصر الذي نعيشه، لأن الجمود مع مرور الزمن يؤثر سلبياً على تحصيل الطالب ونظرته للحياة المعاصرة.
* الكتاب خير جليس، وخاصة الكتب ذات العلاقة بمناهج التعليم التي تزيد من ثقافة الطالب، فوجود مكتبة تضم عدداً من الكتب النافعة في كل مدرسة خير معين على تحسين المستوى العلمي خصوصاً إذا كان هناك تكليف لمعلم الفصل بزيارة المكتبة مع طلابه ساعة في الأسبوع وتخصيص جزء من الدرجات لتفاعل الطالب مع الكتاب ومدى استفادته منه. إضافة إلى تعامل الطالب مع التقنيات الحديثة كالحاسوب في الاطلاع والبحث، مما يتطلب توافر الأجهزة الحاسوبية في المكتبة بما يكفي لخدمة الطلاب.
* الحوافز التشجيعية للمعلمين تخلق بينهم روح التنافس والعطاء المستمر، بحيث يكون في نهاية كل عام تقويم لأداء المعلمين، ومنح المتميز منهم جوائز عينية وخطابات شكر، وهذا الأسلوب سيؤثر في أداء الآخرين في المستقبل، وهذا يحقق نوعاً من التطوير والجودة.
* سلوك الطالب وحسن خلقه من أهم الأهداف التي تسعى إليها الوزارة، لذا فإن هذا الجانب يحتاج إلى وضع خطة تربوية داخل المدرسة، ويكون من ضمن هذه الخطة مشاركة بعض أساتذة الجامعات ولقائهم بالطلاب لتبصيرهم بمستقبلهم وواجبهم تجاه دينهم ووطنهم وولاة أمرهم. وتحسين علاقتهم بمن حولهم وتعاونهم مع أساتذتهم، فهذا سيكون له أثر في تقويم سلوكهم بإذن الله.
* التركيز على تعليم قواعد اللغة العربية فهي اللغة الأم، وهذا لا يمنع من مواصلة تعليم مبادئ اللغة الإنجليزية بدءاً من السنة الثالثة الابتدائية، فالعصر الحاضر يتطلب الإلمام بها والحاجة إليها مستقبلاً ماسة، لاسيما وأن كثيراً من شؤون الحياة اليوم يعتمد عليها.
* تكثيف الجولات الدورية على المدارس من قبل المشرفين التربويين وموافاة الوزارة بالتقارير التي تعطي صورة حية واضحة عن مستوى المدرسة والقائمين عليها ومعالجة ما في ذلك من سلبيات، فإن ضعف الرقابة ربما يؤدي إلى ضعف الأداء وعدم الإحساس بالمسئولية.
هذه بعض المقترحات التي أرى أهميتها لعلمي أن الوزارة في عهدها الجديد تسعى إلى تحقيق الأفضل في قطاع التربية والتعليم، وهذا أمر يهم كل مواطن مسئول أو غير مسئول، فنجاح التعليم في البلاد يعني نجاح التنمية بكل مقوماتها. ومن سار على الدرب وصل. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.