وجهت روسيا الاتهام لأوكرانيا أمس الأربعاء بانتهاك الاتفاقيات الدولية وتهديد الأرواح بمنعها أفراد طواقم الطائرات الروسية من النزول في كييف بعد وصول رحلات الركاب إليها.
وقالت وزارة الخارجية نقلاً عن معلومات من شركة الخطوط الجوية الروسية ايروفلوت إن مسؤولي الحدود الأوكرانيين لا يسمحون لطواقم الطائرات بالراحة بما يتفق مع قواعد سلامة الطيران حين يصلون إلى العاصمة الأوكرانية.
وأضافت في بيان «روسيا تصر على وقف غير مشروط لهذه الممارسات غير المسؤولة من جانب أوكرانيا التي تعرض سلامة رحلات الطيران المدنية للخطر.» وفي وقت سابق هذا الأسبوع أصدرت الوزارة أكثر من بيان قالت فيها إن القوميين الأوكرانيين استهدفوا الروس في حادثي سطو واتهمت السلطات الأوكرانية بأنها عاجزة عن منع هذه الحوادث أو لا ترغب في منعها.
وكانت موسكو استخدمت تقارير عن أن القوميين يهددون ذوي الأصول الروسية في أوكرانيا في إطار تبريرها لضم منطقة القرم.
واحتفظت روسيا أيضاً بحق استخدام قواتها المسلحة لحماية رعاياها في أوكرانيا. من جهة أخرى قامت أوكرانيا بتوزيع مشروع قرار على جميع الدول الـ 193 الأعضاء في الأمم المتحدة بهدف حشد الدعم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة استفتاء ضم القرم لروسيا، بحسب نسخة من مشروع القرار تحصلت عليها وكالة الأنباء الألمانية.
ومن المتوقع أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار اليوم الخميس، علماً بأنه لن يكون ملزماً من الناحية القانونية بخلاف قرارات مجلس الأمن.
وفي واشنطن بدا الكونجرس مستعداً لتمرير حزمة قروض بقيمة مليار دولار لأوكرانيا، وذلك بعد أن أسقط الديمقراطيون في مجلس الشيوخ فقرة تتعلق بتبني إصلاحات صندوق النقد الدولي.
وحذر البنك الدولي في تقرير صدر أمس الأربعاء بأن أزمة أوكرانيا قد تؤدي الى تراجع إجمالي الناتج الداخلي الروسي بنسبة 1,8% عام 2014، وقد يصل تهريب رؤوس الأموال الى 150 مليار دولار في حال تفاقمت الأزمة.
وأفادت المؤسسة المالية أن «البنك الدولي طور سيناريوهين لروسيا والتوقعات تتوقف الى حد بعيد على عودة ثقة رجال الأعمال والمستهلكين وعلى المخاطر الجيوسياسية».
وأضاف البنك الدولي «إذا تفاقم النزاع بين روسيا وأوكرانيا، فإن الشكوك يمكن أن تحيط بموضوع العقوبات الغربية ورد روسيا عليها».
وتابع «هذا يمكن أن يؤدي الى تدهور إضافي لثقة المقاولين والمستهلكين ويزيد من هششة السوق ويضعف الآفاق المتعلقة بالاستهلاك المنزلي والنمو». وتوقع البنك الدولي في أسوأ سيناريو تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 1.8% عام 2014 و2.1% عام 2015.
وفي أفضل سيناريو، توقع أن تترك أزمة القرم «أثراً محدوداً» مع تباطؤ النمو بنسبة 1.1% في 2014 مقابل 1.3% في 2013 ثم ارتفاع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 1.3% في 2015.
وفي أسوأ السيناريوهات فإن تهريب رؤوس الأموال يمكن أن يبلغ 150 مليار دولار في 2014 و80 مليار دولار في 2015 كما أعلنت بريجيت هانسل الخبيرة الاقتصادية في البنك الدولي. من جهة أخرى ذكر قائد الجيش الروسي أمس الأربعاء أنه تم رفع علم روسيا فوق جميع الوحدات العسكرية في شبه جزيرة القرم، بعد أقل من أسبوع من توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بضم القرم، المنطقة الأوكرانية السابقة، إلى روسيا، وفقاً لما ذكرته وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للانباء أمس.
وفي الوقت الذي بدأت فيه عملية ضم القرم إلى روسيا الأسبوع الماضي، استبدلت جميع الوحدات الـ 193 العسكرية في المنطقة التي تهيمن عليها أغلبية عرقية روسية الأعلام الأوكرانية بأعلام روسية، وقدمت طلبات للانضمام إلى القوات المسلحة الروسية.
وقال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة فاليري جيراسيموف إن ما يتراوح بين 1500 جندي و18 ألف جندي أوكراني اختاروا الاستمرار في الخدمة مع الجيش الأوكراني، سيغادرون المنطقة بعد تسليم أسلحتهم.
وذكر جيراسيموف أنه سيجري نقل الجنود وأسرهم بالقطار من شبه الجزيرة التي تقع في البحر الأسود بموجب اتفاق مع وزارة الدفاع الروسية.