شدَّد رئيسُ المركز الوطنيِّ للقياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري على أهميَّة تفعيل المعايير المهنيَّة لإعداد المعلمين، وقياس مدى توفُّر الحدِّ الأدنى من هذه المعايير..
..واعتماد نتائج اختبارات المعلمين لتكون أحد المعايير الأساسيَّة في عملية قبول المتقدِّمين للوظائف التعليميَّة بالإضافة لعمليَّات الانتقاء والمفاضلة لهذه الوظائف من قبل الجهات المختصَّة في وزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنيَّة، جاء ذلك خلال ندوة نظمتها كلية التربية بجامعة القصيم بعنوان: المعايير المهنيَّة لإعداد معلمي التعليم العام، شارك فيها الدكتور عبدالله السعدوي مدير الاختبارات المهنية بالمركز، وأشار رئيس المركز إلى أنَّ المعايير المهنيَّة لإعداد المعلمين تتركَّز في جوهرها على بناء المعايير المهنيَّة للمعلمين وأدوات تقويمها واختيار الأكفاء من المتقدِّمين للالتحاق بالتعليم والخدمة في الميدان التربوي، لافتاً إلى أنَّ تلك المعايير تحدَّد من خلالها الاحتياجات التدريبية للمعلم وقياس جودة مخرجات برامج إعداد المعلمين، والإسهام في تطويرها من خلال توفير مؤشرات دقيقة عن مخرجات تلك البرامج في الجامعات السعودية، (صحيفة الشرق عدد رقم 834).
يُسْتَشَفُّ من تصريحات رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم بأنَّ وزارة التربية والتعليم ووزارة الخدمة المدنيَّة لم تفعِّلا برنامج المعايير المهنية لإعداد المعلمين ونتائج اختباراته، تصريحات ذكَّرتني بمشاركتي في هذا البرنامج في إعداد المعايير المهنيَّة لإعداد المعلمين ومن ثمَّ وضع اختباراتها في 5 إلى 7-11-1432هـ، 17 إلى 19-1-1433هـ، ولقد حذَّرتُ آنذاك من أنَّ نتائجها لن تلقى تفعيلاً تطبيقيّاً في الميدان التربويِّ فكتبتُ القصيدة التالية مساء يوم 18-1-1433هـ، مخاطباً الدكتور عبدالله السعدوي قائد البرنامج بالمركز وألقيتُها على جميع المشاركين بمن فيهم الدكتور عبدالله، والدكتور مشعان الحربي المشرف على مجموعة مواد الاجتماعيَّات، وزوَّدتُ رئيس المركز الوطنيِّ للقياس والتقويم بصورة منها، وها هي توقُّعاتي آنذاك تترجم بالتصريحات أعلاه لرئيس المركز الآن.
تَمْهِيْنُ المعَلِّم
أَيَا ابْنَ السَّعْدَوِيِّ فِدَاكَ هَذَا
وَذَلِكَ وَالسُّلَيْمِي والحُسَيْن(*)
فَآخِرُهُمْ وَسَابِقُه أضافَا
عَلَى الجُغْرَافِيَا مَعْنَى يَزِيْنُ
هُمَا فِي لَجْنَةٍ وَأَبُو هُمَامٍ
وَفَيْضُ الشِّعْرِ والعَمَلُ الرَّصِيْنُ
وَلَجْنَتُهُمْ بِتَحْكِيْمٍ تَسَامَتْ
بِخُطَّةِ بَا وَتِلْكَ لَهَا فُنُونُ
أَجَادُوا مُنْجَزاً فَأَتَى سُؤَالٌ
يَلِي الإِنْجَازَ بَاعِثُه الحَنِيْنُ
مَتَى تُنْهِي مُرَاجَعَةً وَحُكْماً
بِهَذَا اليَومِ؟ إِنِّا نَسْتَبِيْنُ
فَقْدْ أَرْهَقْتَنَا فِكْراً وَجُهْداً
وَقَبْلُكَ أَرْهَقَتْ جِسْمِي السِّنِيْنُ
مَعَايِيْرُ المُعَلِّمِ حِيْنَ تَرْجُو
بِهَا تَمْهِيْنَه وَهْوَ المَهَيْنُ
فَإِنَّك سَوفَ تَطْلُبُ مُسْتَحِيلاً
وَهَذَا فِي العُقُولِ هُو الجُنُونُ
مُعَانَاةُ المُعَلِّمِ فِي بِلادِي
تَزِيْدُ مَعَ الزَّمَانِ وَلا تَهُونُ
حُقُوقٌ قَدْ أَضَاعُوهَا عَلَيْه
لِذَلِكَ فَهْوَ مُكْتَئِبٌ حَزِيْنُ
فَصَارَ بِحَرْبِها جَلْداً خَبِيْراً
لِذَلِكَ فَهْوَ مُبْتَكِرٌ مَكِيْنُ
وَأَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَيْه أَنَّا
نُخَاتِلُه بِتَنْظِيْرٍ يَكُونُ
فَمَنْ ذَا سَوفَ يُنْصِفُه وَيَسْعَى
لِتَطْوِيْرٍ بِتَدْرِيْبٍ يُعِيْنُ؟
خَبِرْتُ إِدَارَةَ التَّعْلِيْمِ حَتَّى
يَئِسْتُ وَعِنْدَ أَقْرَانِي اليَقِيْنُ
وَأَعْرِفُ جَامِعَاتٍ فِي بِلادِي
إِذَا مَا قُوِّمَتْ كُشِفَ الدَّفِيْنُ
يَكَادُ الضَّعْفُ مِن مُتَخَرِّجِيْهَا
يَضِيْقُ بِهَا المُؤَشِّرُ أو يَحِيْنُ
بِتَحْكِيْمِي رَأَيْتُ مُؤَشِّرَاتٍ
بِهَا الدُّكْتُورُ يُخْفِقُ يَا فَطِيْنُ
فَكَيْفَ الجَامِعيُّ يَكُونُ مِنْهَا
وَفِي تَأْهِيْلِه ضَعْفٌ يَبِيْنُ؟
وَلَكِنْ خَفِّفُوا التَّطْبِيْقَ شَيْئاً
لَعَلَّ بِعُشْرِهَا تَحْيَا الظُّنُونُ
فَوَاقِعُنَا لَدَى التَّشْخِيْصِ يَبْدُو
مُرِيْعاً تُسْتَثَارُ بِه الشُّجُونُ
لِذَلِكَ جَاءَ حَيْثُ أَقُولُ نُصْحِي
وَهَذَا مَا بِه ربِّي أَدِيْنُ
كَفَاكُمْ مِنْ صَدَى الإِعْلام ِصَوتٌ
يُرَدَّدُ رَجْعُه فَهْوَ الطَّنِيْنُ
فَكُلٌّ يَعْرِفُ الآتِي مَسَاراً
مُحَاوَلَةٌ سَيَعْقُبُهَا السُّكُونُ
إِلَى مَشْعَانَ إِي ْقَاعِي وَشِعْرِي
فَإِنِّي فِيْه عَنْ هَذَا ظَنِيْنُ
لِيَعْذُرْنِي إِذَا وَجِلَتْ قُلُوبٌ
وَيُنْصِفْنِي إِذَا عَشِيَتْ عُيُونُ
18-1-1433هـ
***
* الأستاذ عبدالعزيز السليمي المشرف التربويُّ في تعليم الرياض، الدكتور أحمد الحسين أستاذ التربية في جامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة.