تابعت مقالة الزميلة رقية الهويريني بعنوان مستقبل الرياض، والتي وكما أوردته من معلومات استقتها من تصريحات لمعالي أمين للرياض سابقا، ودون اجهاد نفسي في معرفة من هو هذه الأمين السابق أو البحث في تصريحاته، سأكتفي بما أوردته الزميلة في مقالتها معتبرا إياه مصدري في الحديث والرد، وسآخذ ما نقلته هي عن الأمين السابق دون زيادة أو نقصان، وبنفس الوقت على ما أوردته هي من رد وتحليل وتعليق.
بداية استغرب الاستهلال من الزميلة الكاتبة بخصوص تعليق الأمين السابق أن الرياض أجمل من دبي، فواضح من هذه البداية أن هذا التصريح لم يعجبها إما لأنه غير حقيقي أو لأنها ترى دبي مدينة لا يمكن المقارنة بها، والاستغراب الثاني الذي تولد في خاطري هو انتقالها فورا إلى جزئية الازدحام الشديد وسوء البنية التحتية كعلامتين سلبيتين في الرياض عطفا على المقارنة بدبي.
بداية أقول لها إن كلام الأمين السابق أن الرياض أجمل من دبي، هو كلام خاطئ صدر من الأمين وكان عليه تحري الدقة والموضوعية أكثر، لأنه كان يجب عليه أن يوضح أن الرياض أجمل من أي مدينة في العالم، هذه النظرة العامة تجاه مدينة الرياض هي نظرة وطنية بموضوعية ودقة عالية، نعم فنحن نراها الأجمل ليس مبالغة أو ادعاء بغير حق، أنا أعرف دبي جيدا وأحبها أيضا كثيرا، لكن حين تكون المقارنة مع الرياض فلا مدينة أجمل منها، مستثيا مكة المكرمة ومدينة المصطفى لما لهما عند الله ورسوله من عصمة ومحبة عظيمة.
أما فيما يتعلق بالازدحام الشديد فليست دبي بمستثناة من هذا الظرف القهري، وهذا حال عديد من المدن في العالم، فكلما زادت الكثافة السكانية وانتشرت الرقعة العمرانية فان الازدحام سيزداد اطرادا، لكن بالمقارنة الخاصة بدبي فهناك تجنٍّ لأن دبي تعتبر مدينة حديثة جديدة وعدد سكانها بالنسبة لمساحتها بسيط لا يذكر، أما الرياض فهي قديمة وعدد السكان أضعاف ما في دبي وبازدياد، نعم لدينا المساحة الكافية لكن تبقى جزئية أن زيادة المساحة تحتاج إلى وقت وتنظيم، لأنه من غير المعقول أن تزيد رقعة البناء دون وجود خطط لرعاية هذه الزيادة وخدمتها.
الفاضلة رقية... في بقية مقالك وفي حديثك عن بعض الأفكار والتصورات التي طرحتيها فإنني متفق كليا معك، نعم نحتاج إلى المزيد من العمل والتطوير، لا يمكن الاكتفاء بحد والوقوف على الأطلال، وبخصوص المرور والنظافة والتعامل برقي وحضارة مع الرياض فهذا ليس مجرد حلم نتمناه بل هو هدف علينا جميعا أن نسعى إليه، على الرغم من كثير من هذه الأهداف قد تحققت والعمل جار على تحقيق البقية كمشاريع النقل والنظافة والرقابة المرورية، كلنا يجب أن نكون فريقا واحدا لأجل الرياض أنا وأنت وكل من يعشقها مثلنا، وأقول مثلنا فرحت كثيرا حين قرأت خاتمة مقالتك والتي أختم بها مقالتي اليوم أيضا لكن بتعديل بسيط كمشاركة معك:
«نحب الرياض ونعشقها وسنعمل على أن تكون لتبقى الأجمل دوما»