هذا هو الشباب يا جاهليه!!

وسط نشوة الفرح النصراوية بالحصول على بطولة الدوري بعد عشرين عاماً من الصيام.. لم يجد الأمير ممدوح بن عبد الرحمن من مكان له وسط الأفراح إلا بالانتقاص من الليوث.. حينما سُئل عن زيادة الشباب لأسعار التذاكر بحكم عمله بشركة ماسا، حيث أجاب بأن ذلك هو صنيع الفرق الصغيرة أمام الفرق الكبيرة.

وبعيداً عن مبررات الإدارة الشبابية وبمنأى عن تجربة سموه بشركة ماسا والتي كافح النصراويون طويلاً للتخلص من التعاقد معها بعدما ماطلت في تسليم حقوقهم ردحاً من الزمن.. إلا أني أستغرب منه إثارة هذا الموضوع الآن.. فالإدارة الشبابية وقبل شهرين بالضبط وتحديداً في 29 يناير.. كانت قد أعلنت ذلك ولعب بعدها الشباب مع الهلال والتعاون في ملعبه وبالأسعار الجديدة ولم نسمع من الفريقين انتقاصاً أو انتقاداً لتلك الخطوة.. خصوصاً وهي حق كفله الاتحاد للنادي المستضيف وليس منة من أحد أو تجنياً على أحد.

أما عن وصف الزيادة بأنها عمل الأندية الصغيرة.. فرحم الله فريق الأرسنال أحد أقوى فرق أوروبا حيث تم إقصاؤه من الكبار بتصنيف الأمير.. والسبب أن تذاكر ملعب الإمارات الذي يستضيف مبارياته في البريميرليج هي الأعلى في إنجلترا.

بقي أن أقول إن كان الشباب فريقاً صغيراً وهو ثاني أفضل فريق سعودي تحقيقاً للبطولات الخارجية بتحقيقه لبطولة قارية وعدد من البطولات العربية والخليجية.. فمن هو الكبير إذن؟

وإن كان الشباب فريقاً صغيراً وهو من حقق ست بطولات للدوري لم يصافح هذا العدد النصر فريق سموه سوى الجمعة الماضي فمن هو الكبير إذن؟

وإن كان الشباب فريقاً صغيراً وهو من عجز النصر لأكثر من سبع سنوات وتحديداً من تاريخ 16 مارس 2006 عن هزيمته قبل أن تتوقف السلسلة بموقعة مرعي الشهيرة بتاريخ 7 ديسمبر 2013.. فهل من يعجز عن الفوز عليه يسمى كبيراً إذن؟

أخيراً.. أهمس بأذن بعض النصراويين ممن ينتقصون من الشباب فهم بذلك ينتقصون من فريقهم والذي كان مسرحاً لعبث الكتيبة البيضاء فيه.. ولعل هذا التاريخ 20 فبراير 2004.. فيه كل حكايات الغرام الشبابية للشباك النصراوية.. ومن خلاله كانت رواية السداسية.. والتي بظني هي أبلغ رد على كل منتقص.. بل وتعيد الأمور لنصابها بعيداً عن نشوة فرح هذا أو شهادة ذاك.

أين الانضباط عن الأفلام الهندية؟!

أصبحت مقولة: فيلم هندي تتردد في وسطنا الرياضي هذه الأيام.. ولعل آخر من تحدث فيها بعض النصراويين في وصفهم لموقعة الهلال والنهضة والتي انتهت بسداسية زرقاء نظيفة.. وحقيقة أستغرب أولاً من تمادي البعض في التشكيك بالذمم وممارسة الاتهام للضمائر.. فالنهضة نفسه خسر وفي دوري هذا العام من الشباب بالدور الأول وبسداسية ووقتها كان لديه أمل بالبقاء فهل توصف تلك أيضاً بالفيلم الهندي حسب ما هو متداول هذه الأيام.

بل إن النصر ذاته وهو من صدرت من بعض مسؤوليه وإعلامييه تلك اللفظة.. خسر من الشباب والاتحاد بسداسيات في أعوام سابقة.. فهل يمكن لنا أن نُلبس أيضاً ذلك الوصف على تلك المباريات؟ قليلاً من المنطق يا هؤلاء.. ومتأكد أنه مع امتلأ الرئتين بهواء العقلانية حتماً سيعود الكثير منهم إلى دائرة الحقيقة.

أخيراً.. وبصرف النظر عن كل شيء.. إلا أني أستغرب الصمت المطبق للاتحاد السعودي وتحديداً لجنة الانضباط.. وكأنها عاجزة عن التحقيق من صحة تلك الاتهامات إما بإثباتها ومعاقبة الناديين أو بنفيها ومعاقبة من تجرأ على الاتهام بها.. أما السكوت عن كل تلك (الشوشرة) فلا يفسر سوى بالجبن عن اتخاذ أي قرار.

إنسانية حسن معاذ

في حين أشاد الإعلام بتصرف محمد السهلاوي وهو يستحق ذلك بل وأكثر.. بتلبيته لطلب الطفل الصغير سعود العنزي من ذوي الاحتياجات الخاصة وقام بمداعبة الكرة معه قبل لقاء النصر بالشباب في إستاد الملك فهد.. وجدنا بالمقابل إحجام تام عن الحديث إلا ما ندر عن مبادرة اللاعب حسن معاذ بتكريمه في تدريبات اليوم الذي سبق المباراة للعامل الآسيوي بنادي الشباب شفيق إسلام نظير خدمته في النادي لأكثر من عشر سنوات.. بمشهد رائع تلاشت فيه كل الفوارق بل وقدم لوحة رائعة لمدى التواضع الذي يحمله ذلك اللاعب.

ويبدو للأسف أنه حتى بالتعاطي مع الأمور الإنسانية لدى بعض الإعلاميين والبرامج الفضائية لابد أن يحضر الميول في ذلك.. فلاعب النادي المفضل ينال من المدح قصائد.. في حين لاعب المنافس لا يجد حتى حبة عقد من ثناء ولا أقول قلائد.. عجبي!!