من المعروف أن أمراض ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب هي أمراض العصر الحديث، وأن ضغط الدم يرتفع بتقدم العمر، وإن كان معدل الإصابة يزداد حاليا بين الشباب، ومعدل الخطورة على الجهاز الدوري القلبي يزيد مع ارتفاع ضغط الدم (وبالذات السكتات الدماغية وأمراض شرايين القلب)، ولقد اتفق على ان يكون معدل ضغط الدم أقل من 140-80 مللم زئبق للشخص البالغ، وبالنسبة لمرضى السكري لابد أن يكون ضغط الدم أقل من هذا (130-80) إذ تتضاعف الخطورة.
ومعدل الخطورة على الجهاز الدوري القلبي نتيجة ارتفاع ضغط الدم يعتمد على مصاحبة عوامل الخطورة الأخرى مثل السن والجنس والوزن والنشاط الحركي والتدخين والتاريخ الأسري وكولسترول الدم والسكري، ولذلك يكون علاج ارتفاع ضغط الدم ليس فقط بالسيطرة على ضغط الدم ولكن ايضاً باكتشاف عوامل الخطورة الأخرى والسيطرة عليها. ويمكن تعريف ارتفاع ضغط الدم بأنه ذلك المستوى من ضغط الدم الذي تكون عنده الفائدة من العلاج تتعدى كثيراً التكلفة المادية للعلاج والمخاطر من إهماله. وهذه المخاطر يمكن تلخيصها في تأثيره على الأجهزة الأعضاء التالية:
1- الأوعية الدموية
يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تغيرات في الشرايين وبالتالي تفقد مرونتها، وقد يحدث ضيق في بعض الأماكن وتمدد في أخرى، كذلك يؤدي إلى تصلب الشرايين وبالذات شرايين القلب والشرايين الدماغية، بالذات في وجود عوامل الخطورة الأخرى كالتدخين والسكري وارتفاع الكوليسترول. وهذه التغيرات تؤدي بدورها إلى مزيد من ارتفاع ضغط الدم بزيادة المقاومة بالأوعية الطرفية وقصور وظائف الكلى.
2- الجهاز العصبي المركزي
تعتبر السكتة الدماغية أشهر هذه المخاطر، إما بسبب نزيف دماغي أو جلطة بأحد شرايين الدماغ.
3- شبكية العين
قاع العين يبين تغيرات متدرجة ترتبط بشدة بارتفاع ضغط الدم، لذلك تكمن أهمية فحص قاع العين لمريض ارتفاع ضغط الدم. ويمكن لارتفاع ضغط الدم أن يؤدي لجلطة بوريد الشبكية المركزي مما يؤدي لفقدان النظر المفاجىء.
4- القلب
زيادة معدل الخطورة على القلب تزداد مع زيادة ارتفاع ضغط الدم، وذلك لزيادة الإصابة بأمراض الشريان التاجي المغذي لعضلة القلب وما يتبع ذلك من الاصابة بجلطة فيه، فارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى زيادة الحمل على القلب وبالتالي زيادة في حجم البطين الأيسر مما يعد مؤشراً لمضاعفات الضغط على عضلة القلب. ويعتبر التذبذب الأذيني أحد المشاكل التي يمكن أن تحدث لمضاعفات ارتفاع ضغط الدم وكذلك الهبوط القلبي الأيسر نتيجة الارتفاع الشديد في ضغط الدم أو نتيجة قصور التروية للشرايين التاجية.
5- الكلى
طول مدة ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى وجود زلال بالبول وفشل كلوي.
أسباب ارتفاع ضغط الدم
في 95% من الحالات لا يكون هناك سبب واضح لارتفاع ضغط الدم، لذلك يسمى ارتفاع الضغط الأولي، وحوالي 40-60% يفسر بعوامل وراثية، وكذلك بالعوامل البيئية كارتفاع استهلاك نسبة ملح الطعام وشرب الكحوليات والوزن الزائد وقلة ممارسة الرياضة. وفي نسبة 5% من مرضى ارتفاع ضغط الدم هناك سبب لذلك ويسمى ارتفاع الضغط الثانوي، مثل أمراض الكلى، والغدد، والضغط المصاحب للحمل، وبعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل والكورتيزون والمسكنات الروماتيزمية.