من منطلق أن العالم أصبح قرية صغيرة أصبح وجوباً على كل مسلم أن يتعلم كيف يتعامل مع الآخر أياً كان هذا الآخر.
عند تعريف الآخر نقول: هو كل من تتصل معه غير نفسك. لذلك فالآخر قد يكون من جنسك، أو جنسيتك، أو ديانتك، أو غير ذلك. فيجب عليك في هذا الزمن أن تتعلم حدود التعامل مع الآخر.
فمن هو على غير دينك تستطيع أن تجعله مسلماً موحداً بتعاملك الطيب معه، والنبي - صلى الله عليه وسلم - زار جاره اليهودي، ودعاه للإسلام فأجاب. وما يهمنا هنا هو فعله عليه الصلاة والسلام قبل الدعوة بزيارة هذا اليهودي، وذلك قمة الأخلاق والتعامل مع الآخر.
ولا ننسَ دعوة العاصي من المسلمين، فإن التعامل يخلق معرفة، والمعرفة تخلق صداقة، والصداقة تخلق قدوة. فكم من مهتدٍ كان التعامل معه بالحسنى هو طريق هدايته.
ولعلي هنا أشير إلى أن التعامل يختلف باختلاف الفرد، وكذلك طريقة الدعوة تختلف. فدعوة الوالدين تختلف عن دعوة الولدين، ودعوة القريب تختلف عن دعوة الغريب.. فإنزال الناس منازلهم من الحكمة.
إذن، نخلص بأن أهم ما تستطيع أن تدعو به الآخر هو أخلاقك وتعاملك معه، وذلك أبسط الأمور، ويجعلك تكسب من الحسنات ما هو خير من حمر النعم.