زيدوا حطب .. زيدوا نار!
أصبح أكثر إن لم يكن كل ما يحدث في نادي الاتحاد يقوم على الإقصاء والحقد والدسائس والاتهامات والشكاوى وتصفية الحسابات، وإذا كان ذلك واضحًا في كلِّ التعاطي (الظاهر) جماهيريًّا وشرفيًّا وإعلاميًّا؛ فهو كان متوقعًا بشدَّة على مستوى مجلس الإدارة، قبل الانتخابات التي جاءت بإبراهيم البلوي رئيسًا للنادي، قبل الحملات الانتخابية وأثناءها واستمرت وازدادت أكثر فأكثر بعد فشل الرئيس وهو «يقتعد» الكرسي الساخن في (احتواء) الوضع والسيطرة على الأمور وملء المقعد بروح العمل والقيادة والتعاون مع كل الأطراف، بل إنّه مال إلى إشعال الوضع أكثر وأكثر ورمي الحطب في النار المشتعلة، ومن أدلَّة ذلك تقدمه وفي ظرف قرابة شهرين بشكاوى ضد بعض أعضاء مجلس إدارته وصلت إلى ثمانية، برغبة الإطاحة بهم دون أن يثبت أيّ منها حتَّى الآن، مع أن شكوى واحدة منها لو صحّت لكانت كفيلة بطردهم من الإدارة.
وإذا كان مع لغة الإقصاء والتصفية القائمة لا يُعدُّ أيّ تصرف (إداري) غريبًا أو مفاجئًا فإنَّ الغريب جدًا هو دخول رأفت تركي رئيس هيئة أعضاء الشرف (المكلف) في (معمعة) الموضوع وأخذه جانب طرف على حساب طرف آخر، وتبنيه موقف الرئيس تجاه أعضاء الإدارة، وتأكَّد ذلك عندما تقدم (وفد) الرئيس الذي ذهب إلى مكتب رعاية الشباب بجدة ليقدم خطابًا يطلب فيه إقالة نائب الرئيس وأمين الصندوق من منصبيهما، وتعيين اسمين آخرين بديلين لهما، وهو أمرٌ لا يمكن أن يحدث نظامًا، ولا يقبل من رئيس مجلس هيئة أعضاء الشرف المفترض أن يعمل على تهدئة الأوضاع وتقريب وجهات النظر وأن يكون على (مسافة) واحدة من كل رجالات النادي، فما بالك بأعضاء مجلس الإدارة (المنتخبين) عبر صناديق الاقتراع؟!
ما حدث يوحي أن الأجواء الغريبة والمتناقضة في نادي الاتحاد مستمرة دون تباشير عن إمكانية حلٍّ عمليٍّ ونظاميٍّ أو ودّيٍّ وإداريٍّ (قريب) يعيد للنادي الوفاق والوئام والاستقرار، في ظلِّ الوضع الراهن والقائم والمجلس الشرفي الحالي، وإذا كان رئيس الهيئة (المكلف) دخل المعمعة وهو المفروض أن يكون المرجع و(المصلح) والمصفي للخلافات والأجواء فإنَّ الأمر أصبح يتطلّب ويوجب تحرُّكًا وتدخلاً عمليًا من قبل الرئاسة العامَّة لرعاية الشباب لإيجاد (أجواء) والبحث عن وضعية مناسبة وأرضية عمل في النادي والعودة إلى المسار والهدوء، إذا كان (الصخب) الحاصل مقلقًا بالفعل وغير مرضٍ للرئاسة العامَّة لرعاية الشباب.
إن احتواء (الصراع) الكبير الحاصل في النادي العريق لا يمكن حدوثه وفي ظلِّ صمت كبار رجالات النادي و(ابتعادهم) لا يمكن وهيئة أعضاء الشرف تعيش في (غيبوبة) والعمل الشرفي مسيرٌ ومنحازٌ في ظلِّ رئاسة (مكلفة) جاءت إلى المنصب بسبب (فراغ دستوري) على إثر استقالة رئيس هيئة أعضاء الشرف السابق الدكتور خالد المرزوقي، والرئاسة على اطِّلاع ومعرفة ودراية تامة بأسباب وتفاصيل استقالته، التي تَمَّ على إثرها تكليفٌ مباشرٌ من الرئاسة لشخصيَّة لم يخترها الاتحاديون ولم يستشر فيها أحدٌ ولا يدل عملها حتَّى الآن على الحياد والمنطقية أو حتى التحرَّك وفق (النظام) لما فيه مصلحة النادي وإنما يَرَى اتحاديون كثر أنّه تحرُّكٌ فرديٌّ لمصالح أفراد وشخصيات وليس مصلحة النادي، وبالتالي فهذا يعني عدم (نجاعة) الاختيار، وأصبح لا بُدَّ من تدخل رسمي دستوري من الرئاسة العامَّة لرعاية الشباب كانت تريد الاتحاد ناديًا، كما كان يعمل وينتج من غير دسائس أو فتن وبلا صخب أو ضجيج.
كلام مشفر
* تحرُّكات رئيس هيئة أعضاء الشرف الحالي بنادي الاتحاد من خلال ترؤس وفد طلب الإقالة، أو اتهام بعض الاتحاديين له بأنّه وراء (تسريب) بعض الخطابات الخاصَّة بالإدارة وتعاملاتها مع هيئة أعضاء الشرف؛ تقود إلى مزيد من الاشتعال والإشعال لأوضاع الإدارة وهي تحرُّكات أشبه برمي الحطب في النار المشتعلة، حتَّى أصبح وضع العمل في النادي كأنه يقوم على شعار أو شيلة (زيدوا حطب زيدوا نار)!
* الخطوة المطلوبة من الرئاسة العامَّة لرعاية الشباب ـ من وجهة نظري ـ والمتاحة لها عبر قرار مباشر هو خياران لا أرى ثالثًا لهما:
* الأول: تفعيل هيئة أعضاء الشرف بتكليف شخصيَّة (وقورة) تجد القبول والاحترام ولديها القدرة والجدارة في الالتقاء بكلِّ الأطراف الاتحادية وجميع الفرقاء في بوتقة واحدة تحترم فيها اللوائح والأنظمة وتَغلَّب مصلحة النادي أولاً وأخيرًا.
* الثاني: حل مجلس الإدارة الحالي بنهاية الموسم (الحالي) وتكليف رئيس ومجلس إدارة جديد يقود النادي خلال الفترة القادمة ولمدة عامين (تمامًا كما حدث في نادي الوحدة قبل عامين) يعيد خلالها الهدوء والاستقرار والعمل الجماعي ويسعى لاسترداد حقوق وأموال النادي المهدرة والمثبتة من لجان تقصي الحقائق.
* غير هذا ابشروا باتحاد ينام ويصحو ويملأ الصحف والقنوات الفضائية بزومال (الليل الاتحاد...... زيدوا حطب زيدوا نار).
